الموسوعة الحديثية


- كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ لا يقعُدُ إلَّا مقدارَ ما يقولُ : ( اللَّهمَّ أنتَ السَّلامُ ، ومنْكَ السَّلامُ ، تبارَكتَ ذا الجلالِ والإِكرامِ )
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم : 298 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
راقَبَ الصَّحابةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في جميعِ حرَكاتِه وسكَناتِه، ومِن أهمِّ العِباداتِ الَّتي حرَصُوا على تعلُّمِها وتعلُّمِ ما يتَعلَّقُ بها هي الصَّلاةُ؛ لقولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "صَلُّوا كما رأيْتُموني أُصلِّي".
وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشَةُ رَضِي اللهُ عَنها: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "إذا سلَّمَ"، أي: مِن الصَّلاةِ بعد أنْ يقولَ التَّشهُّدَ، "لا يقعُدُ إلَّا مِقدارَ ما يقولُ: اللَّهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومِنك السَّلامُ، تباركْتَ ذا الجَلالِ والإكْرامِ"، أي: لا يظَلُّ قاعِدًا في موضِعِ صلاتِه إلَّا هذا المقْدارَ القَليلَ مِن الوقْتِ، وقيل: هذا في بعضِ الأحيانِ، وقد قعَدَ وقْتًا أكثَرَ مِن هذا في مرَّاتٍ أُخرَى، وقيل: المرادُ أنَّ هذا القَدْرَ يكونُ على هيْئتِه الَّتي كان بها، وهو يقولُ التَّشهُّدَ مستقبِلًا للقِبلَةِ، ثمَّ بعدَها يُقبِلُ بوَجْهِه على النَّاسِ فيقولُ: "اللَّهمَّ أنتَ السَّلامُ، ومِنك السَّلامُ"؛ هو ثَناءٌ على اللهِ، ومَعنى "السَّلامُ"، أي: السَّالِمُ مِن كلِّ نقْصٍ وعيْبٍ؛ فهو سُبحانَه وتعالى سالِمٌ مِن مُشابهَةِ خَلْقِه، ومِن كلِّ ما يُنافِي كمالَه، ومنه سُبحانَه إنْزالُ السَّلامِ والأمْنِ على الدُّنيا، "تبارَكْتَ"، أي: تعاظَمْتَ وعلَوْتَ كلَّ أحَدٍ، "ذا الجَلالِ"، أي: يا صاحِبَ صِفاتِ الكِبرياءِ والعظَمَةِ المطلَقةِ، "والإكرَامِ"، أي: كثُرَ إحْسانُك إلى خَلْقِك، واستحَقَّتْ لك العِبادةُ حُبًّا وذُلًّا لك وحدَك.