الموسوعة الحديثية


- أنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ، الغَدَ حِينَ بايَعَ المُسْلِمُونَ أبا بَكْرٍ، واسْتَوَى علَى مِنْبَرِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، تَشَهَّدَ قَبْلَ أبِي بَكْرٍ فقالَ: أمَّا بَعْدُ، فاخْتارَ اللَّهُ لِرَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي عِنْدَهُ علَى الذي عِنْدَكُمْ، وهذا الكِتابُ الذي هَدَى اللَّهُ به رَسولَكُمْ، فَخُذُوا به تَهْتَدُوا وإنَّما هَدَى اللَّهُ به رَسولَهُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 7269 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
هذا الحديثُ جُزءٌ من قِصَّةِ مُبايَعةِ أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه بالخلافةِ؛ يَروي فيه أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه سَمِعَ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه في الغَدِ، أي: في اليومِ الثَّاني بعدَ وَفاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حينَ بايَعَ المسلمونَ أبا بَكرٍ البَيعةَ العامَّةَ، «استوَى على مِنبرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، أي: جلَس عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه على مِنبَرِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وخطَبَ النَّاسَ بين يدَي أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه؛ «فتَشهَّدَ» أي: شَهِد أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ محمَّدًا رَسولُ اللهِ؛ تَقدِمَةً لخُطبتِه، وكان أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه صامتًا لا يَتكلَّمُ، كما في رِوايةٍ أُخرى في البخاري، وكان ممَّا قال عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه: «أمَّا بعْدُ، فاختار اللهُ لرَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي عِندَه»، أي: في الآخِرةِ مِنَ الثَّوابِ والكرامةِ «على الذي عِندَكم»، أي: في الدُّنيا، «وهذا الكتابُ الذي هَدَى اللهُ به رَسولَكم، فخُذُوا به تَهْتَدُوا، وإنَّما هَدى اللهُ به رَسولَه» يَقصِدُ القرآنَ، ثمَّ أمَر النَّاسَ بمُبايعةِ أبي بكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فبايَعوه البيعةَ العامَّةَ وهو على المِنبرِ.
وفي الحديث: الاعتصامُ بكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأنَّ فيه الهِدايةَ.