الموسوعة الحديثية


- يا فلانُ ، ألا تُحسِنُ صلاتَكَ ؟ ألا ينظرُ المصلِّي كيفَ يصلِّي لنفسِهِ إنِّي أبصرُ من وَرائي كما أبصرُ بينَ يديَّ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي | الصفحة أو الرقم : 871 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (423)، والنسائي (872) واللفظ له
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ أصحابَه أمورَ دِينِهم، ويُصوِّبُ ما وقَعوا فيه مِن أخطاءٍ، وفي ذلك كلِّه تعليمٌ للأمَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أبو هُرَيرةَ رَضِي اللهُ عَنه: "صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يومًا"، وفي روايةٍ: "صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الظُّهرَ، وفي مُؤخَّرِ الصُّفوفِ رجُلٌ، فأساءَ الصَّلاةَ"، أي: لم يأتِ بها على الوجهِ المُتِمِّ لها، "ثمَّ انصرَف"، أي: فلمَّا سلَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وخرَج مِن صَلاتِه، قال: "يا فُلانُ"، أي: للرَّجلِ الَّذي أساءَ في صلاتِه، "ألَا تُحسِنُ صلاتَكَ؟"، أي: ألَا تُتْقِنُ حركاتِها، وتُتِمُّ الرُّكوعَ والسُّجودَ وما يَشمَلُ ذلك مِن خُشوعٍ، "ألَا يَنظُرُ المُصلِّي كيف يُصلِّي لنَفْسِه"، وفي روايةٍ: "ألَا ينظُرُ المُصلِّي إذا صلَّى كيف يُصلِّي؟ فإنَّما يُصلِّي لنَفْسِه"، أي: إنَّ نَفْعَ الصَّلاةِ وأجْرَها إنَّما يعودُ إلى مَن يُصلِّيها، لا إلى غيرِه؛ فهذا أَدْعى إلى أن يُتقِنَ أركانَها وما تفرَّعَ منها؛ لأنَّه إنَّما يُصلِّي لنفسِه، "إنِّي أُبصِرُ مِن ورائي كما أُبصِرُ بين يَدَيَّ"، وفي روايةٍ: "فواللهِ، ما يَخفَى علَيَّ خُشوعُكم ولا ركوعُكم؛ إنِّي لأراكم مِن وراءِ ظَهري"؛ قيل: إنَّ رُؤيةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِمَن خَلْفَه هي رُؤيةٌ حقيقيَّةٌ جعَلَها اللهُ عزَّ وجلَّ فيه كمُعجِزةٍ له، مِثْلَما كان له مِن مُعجزاتٍ خارقةٍ للعادةِ.
وفي الحديثِ: الحَثُّ على أداءِ الصَّلاةِ على الوجهِ الَّذي أمَر به اللهُ عزَّ وجلَّ.
وفيه: بيانُ مُعجِزةٍ مِن مُعجِزاتِ النُّبوَّةِ .