الموسوعة الحديثية


- جلس أبو هريرةَ إلى جنبِ حجرةِ عائشةَ وهي تصلي ، فجعل يقولُ : اسمعي يا ربَّةَ الحجرةِ ، مرتين ، فلما قضت صلاتَها قالت : ألا تعجبُ إلى هذا وحديثِه ، إن كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ليُحدِّثُ الحديثَ ، لو شاء العادُّ أن يُحصيَه أحصاهُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 3654
| التخريج : أخرجه مسلم (2493)، وأبو داود (3654) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: علم - سرد الحديث علم - سماع الحديث وتبليغه علم - عرض الحديث مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها
|أصول الحديث
على المعلِّمِ أن يَترفَّق بطلَّابِه بالوسائلِ اللازمةِ؛ حتى يَتسنَّى للمُتعلِّم تَحصيلُ أكبرِ قدْرِ مِن العِلمِ، ومِن تلك الوسائلِ التأنِّي في إلقاءِ العلم وطريقةِ الكلامِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عُرْوةُ بنُ الزُّبيْرِ، "جلَس أبو هريرَةَ" رضِيَ اللهُ عنه في المسجِدِ النَّبويِّ، إلى جنْبِ حجْرةِ عائشةَ وهي تُصلِّي، "فجعَلَ" أبو هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه يقولُ: "اسْمَعي" لِكي تُصَدِّقي حَدِيثي، "يا رَبَّةَ الحجْرَةِ"، أي: يا صاحِبَةَ الحجْرَةِ؛ وهي عائشةُ الصِّدِّيقةُ رضِيَ اللهُ عنها "مرَّتَين"، أي: يقولُ تلك الجملَةَ مرَّتَين، "فلمَّا قضَتْ" أمُّ المؤمنين عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها، "صلاتَها" الَّتي كانت تُصلِّيها وانتهَتْ منها، وكان أبو هريرةَ رضِيَ اللهُ عنه قد انْتَهى من حديثِهِ وقامَ، "قالَت" عائشةُ: "ألَا تعْجَبُ"، أي: تتعَجَّبُ يا عروَةُ؛ وهو ابنُ الزُّبيْرِ وابنُ أخْتِها أسماءَ بنتِ أبي بكْرٍ "إلى هذا"، أي: أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه، "وحدِيثِهِ" الَّذي يسْرُدُه سرْدًا متتاليًا مُسْرِعًا ومتعجِّلًا بهِ! "إنْ كان" حَديثُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم "ليحَدِّثُ الحَديثَ" بالتَّأنِّي والتَّرسُّلِ والفَصاحَةِ والبيانِ، "لو شاء"، أي: لو أراد "العادُّ"؛ الَّذي يَستمِعُ إلى كلامِهِ أن يعُدَّ الكلِماتِ الَّتي تكلَّمَ بها، "أنْ يُحْصيَه"، أي: يعُدَّ هذه الكلِماتِ، "أحْصاهُ" واسْتَقصاه بالعَدِّ؛ وذلك لِشدَّةِ تأنِّيه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الكلامِ والتَّرسُّلِ وعدَمِ الإسْراعِ فيهِ، أو لقِلَّةِ كلامِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بِخلاف ما كان يفْعلُه أبو هريرةَ من الإكْثارِ من التَّحديثِ؛ فكأنَّ أمَّ المؤمنين أيَّدَتْ ما قاله وحدَّثَ بهِ؛ بإقْرارِها ذلك وسُكوتِها عليهِ، ولم تُنكِرْ عليه شيْئًا من ذلك سِوى الإكثارِ منَ الرِّوايةِ في المجلِسِ الواحِدِ؛ لمخالفتِه هدْيَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في طريقةِ حديثِه، وقد يَحْصُلُ بسبَبِ كثرة الكلام أيضًا سهْوٌ أو نحْوُه.
وفي الحَديثِ: التَّأنِّي في الكَلامِ؛ لِكَي يفْهَمَه الغيْرُ على الوجْهِ الصَّحيحِ، وخاصَّةً لِمن يُعلِّمُ غيْرَه.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها