الموسوعة الحديثية


- أنَّها كانَتْ تَنْبِذُ لِلنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ غُدْوَةً، فإذا كان مِنَ العَشِيِّ فَتَعَشَّى شربَ على عَشَائِهِ ، وإنْ فَضَلَ شيءٌ ، صَبَبْتُهُ ، أوْ فَرَّغْتُهُ . ثُمَّ تَنْبِذُ لهُ بِالليلِ فإذا أصبحَ تَغَدَّى فَشربَ على غَدَائِهِ ، قالتْ : يغسلُ السِّقَاءَ غُدْوَةً وعَشِيَّةً . فقال لها أبي : مَرَّتَيْنِ في يَوْمٍ ؟ قالتْ : نَعَمْ
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود | الصفحة أو الرقم : 3712 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُعلِّمُنا الهَدْيَ الطَّيِّبَ بفِعْلِهِ كما يُعلِّمنا بقَوْلِهِ، وفي هذا الحديثِ تُخبِر عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "أنَّها كانت تَنْبِذُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غُدْوَةً"، أي: في أوَّلِ النَّهارِ، والانتِباذُ: نَقْعُ الزَّبيبِ أو التَّمْرِ في الماءِ حتَّى يَتَحَلَّلَ ويحلوَ الماءُ، فيُشرَبَ، قالت: "فإذا كان مِنَ العَشِيِّ فَتَعَشَّى"، أي: أكَل وَقْتَ العِشاءِ، وهو ما بعْدَ زوالِ المغربِ، "شرِب على عَشائِهِ"، أي: شرِبَ ما انْتُبِذَ له صُبْحًا في ذلك الوقت، "وإنْ فَضَلَ شيءٌ"، أي: وإنْ بَقِيَ بعضُ هذا النَّبيذِ، "صَبَبْتُهُ أو فَرَّغْتُهُ"، أي: إنَّها تُلْقيهِ وتَرْميهِ ولا تَحتفِظُ به، "ثمَّ تَنْبِذُ له باللَّيْلِ، فإذا أصبَح تغدَّى"، أي: أكَل في أوَّلِ النَّهارِ، "فشرِب على غَدائِهِ"، أي: شَرِب ما انْتُبِذَ له ليلًا في ذلك الوقتِ.
قالَتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "يُغْسَلُ السِّقاءُ غُدْوَةً وَعَشِيَّةً"، أي: يُغْسَلُ الوِعاءُ الَّذي يُنْبَذُ فيه صباحًا بعْد إفراغِ ما بَقِيَ منه، ويُغْسَلُ مرَّةً أُخرى في العِشاءِ. قالَتْ عَمْرَةُ- الَّتي تَروي عن عائشةَ-: "فقال لها أَبي: مرَّتَيْنِ في يومٍ؟" أي: يُغْسَلُ الوِعاءُ في اليومِ مرَّتين؟ "قالَتْ" عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "نَعَمْ"، وهذا مِنَ التَّحَرُّزِ والاحتياطِ مِنَ التَّخَمُّرِ.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ شُرْبِ مَنْقوعِ التَّمْرِ وغيرِهِ مِنَ الأَنْبِذَةِ، مع التَّحَرُّزِ مِنَ التَّخَمُّرِ.