الموسوعة الحديثية


- إن النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلَّى على قتلى أحدٍ بعد ثمانِ سنينَ كالمودعِ للأحياءِ والأمواتِ
لِشُهداءِ أحُدٍ فَضائلُ عدَّةٌ، وقد شَهِد لهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ببَذْلِ أرواحِهم في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وابتغاءِ مَرضاتِه.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "صَلَّى على قَتْلى أُحُدٍ"، أي: صلَّى عليهِم صَلاةَ الجِنازةِ؛ قيل: وذلك لأنَّه لم يَكُن صلَّى عليهم؛ وذلك لِمَا ورَد في حديثٍ آخَرَ أنَّه صلَّى على أهلِ أحُدٍ صَلاتَه على الميِّتِ.
وقيل: المقصودُ بالصَّلاةِ هنا مُجرَّدُ الدُّعاءِ والاستغفارِ لهم؛ بِحَملِ الصَّلاةِ على المعنى اللُّغويِّ دونَ الشَّرعيِّ؛ لاستِشْكالِ الصَّلاةِ بعدَ تلك المدَّةِ، وهي ثمانِي سِنينَ.
قوله: "بَعْدَ ثَمانِ سِنينَ"، أي: مِن تِلْك المعرَكةِ؛ "كالمُودِّعِ للأحياءِ والأمواتِ"؛ وذلك لِقُربِ أجَلِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وقيل: صَلاتُه علَيْهم بعدَ كلِّ تلك المدَّةِ لكَثرةِ أَشْغالِه، وقيل: هذا مِن خَصائصِه؛ لأنَّه كان وَداعًا منه؛ كما في الحديثِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ حُسْنِ صُحْبةِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابِه أحياءً وأمواتًا.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها