موتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعظمُ مصيبةٍ حلَّت على الأمَّةِ الإسلاميَّةِ، ولن يُصابَ المسلِمون بمِثلِها قطُّ.
وفي هذا الحديثِ: يقولُ عامرٌ الشَّعبيُّ: "غسَّل رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" بعدَ موتِه "عليُّ بنُ أبي طالبٍ، والفضلُ بنُ عبَّاسٍ، وأسامةُ بنُ زيدٍ، وهُم أدخَلوه قبرَه"، أي: إنَّ هؤلاءِ الثَّلاثةَ رضِي اللهُ عنهم أيضًا هم الذين أدْخَلوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قبْرَه الذي دُفِن فيه، في حُجرةِ أمِّ المؤمنين عائشةَ رضي اللهُ عنها.
"قال"، أي: الشَّعبيُّ: "وحدَّثَني مَرحَبٌ- أو ابنُ أبي مَرحَبٍ-" الصَّحابيُّ رضي اللهُ عنه؛ يُقال: اسمُه سُويدُ بنُ قيسٍ "أنَّهم"، أي: عليَّ بنَ أبي طالبٍ والفضلَ بنَ عبَّاسٍ وأسامةَ "أدخَلوا معَهم عبدَ الرَّحمنِ بنَ عوفٍ" في قبرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "فلمَّا فرَغ عليٌّ" مِن دَفنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، "قال عليُّ بنُ أبي طالبٍ: إنَّما يَلي الرَّجلَ"، أي: يتَولَّى دفنَه ويَقومُ بأمرِه "أهلُه"، أي: أهلُ بيتِه وأقرِباؤُه، وهذا اعتذارٌ مِن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه للصَّحابةِ في عدَمِ تَشْريكِهم في الدَّفنِ.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ دُخولِ ثلاثةٍ أو أكثرَ القبرَ لِدَفنِ الميِّتِ.
وفيه: الاعتِذارُ عن الفعلِ؛ لتَأليفِ القُلوبِ، وسَدِّ الذَّرائعِ والشُّكوكِ.
وفيه: فضلُ أهلِ بيتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ حيثُ شرَّفَهم اللهُ بتَولِّي دفنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.