رَمْيُ الجِمارِ مَنْسَكٌ عظيمٌ من مَناسِكِ الحَجِّ، والجمراتُ ثلاثٌ: الجَمْرَةُ الصُّغْرى، والجَمْرَةُ الوُسْطى، والجَمْرَةُ الكُبْرى، وهي جَمْرَةُ العَقَبَةِ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ الصَّحابِيَّةَ الجَليلةَ أُمَّ جُنْدُبٍ الأَزْدِيَّةَ رضِي اللهُ عنها، قالتْ: رأيتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عند "جَمْرَةِ العَقَبَةِ"، أي: وهو يُؤدِّي مَناسِكَ الحَجِّ، وهي الجَمْرَةُ الكُبْرى، وآخِرُ الجَمَراتِ رَمْيًا، "راكِبًا"، أي: على ناقَتِهِ وهو يَرْمِي الجَمْرَةَ، "ورأيتُ بين أَصابِعِهِ حَجَرًا" وهي الحَصَى الَّتي يَرْمِي بها الجَمْرَةَ، "فَرَمَى، وَرَمَى النَّاسُ"، أي: رَمَى الجَمْرَةَ، ثُمَّ رَمَى النَّاسُ مِثْلَه.
"وفي رِوايةٍ زَادَ"، أي: الرَّاوِي: ولمْ يَقُمْ عندها: أي ولمْ يَقِفْ عند الجَمْرَةِ كما وَقَفَ عند الجَمْرَةِ الصُّغْرى والوُسْطى؛ بَلْ رَمَى ثُمَّ رَحَلَ فَوْرَ رَمْيِهِ.
وفي الحديثِ: حِرصُ الصَّحابةِ رضِي اللهُ عنهم على نَقْلِ كلِّ صَغيرةٍ وكبيرةٍ في هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في كُلِّ مَنْسَكٍ من المَناسِكِ؛ ليُقتدَى به.
وفيه: مَشروعِيَّةُ رَمْيِ الجِمارِ راكِبًا.
وفيه: عدمُ الوُقوفِ بعدَ رَمْيِ الجَمْرَةِ الكُبْرى.