الموسوعة الحديثية


- لا يُبْغِضُ الأنْصارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 76 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
للأنصارِ أهلِ المَدينةِ النَّبويَّةِ منَ الصَّحابةِ -وهمُ الذين وَفَد عَليهِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُهاجِرًا من مَكَّةَ- مَرتبةٌ عاليةٌ في الإسلامِ؛ وذلك لجُهدِهمُ العظيمِ في نُصرةِ دينِ اللهِ، والسَّعيِ لإعلائه، وإيوائهم الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأصحابَه المُهاجِرين، وحُبِّهم له، وحُبِّه إيَّاهم؛ فقد كانوا يَبذُلونَ الغاليَ والنَّفيسَ من أموالِهم وأنفسِهم بين يدَيهِ، وعادَوا سائرَ النَّاسِ إيثارًا للإسلامِ؛ لهذا كلِّه حَثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كلَّ المسلمينَ على حُبِّهم، وجَعَلَه دَليلًا وعَلامةً على صِدقِ إيمانِ الرَّجلِ وكَمالِهِ، كما جعَلَ بُغضَهم دَليلًا واضحًا على نِفاقِه وقِلَّةِ إيمانِه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه لا يُبغِضُ الأنصارَ رجُلٌ يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخِرِ؛ لأنَّ مَن عَرَف حَقَّ الأنصارِ، ومُبادرتَهم إلى نُصرةِ الدِّينِ وإظهارِه، ومُقاتلتَهم كافَّةَ النَّاسِ دُونَه، ودِفاعَهم عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ أحبَّهم ضَرورةً، وكان ذلك من دَلائلِ صِحَّةِ إيمانِه وصِدقِه في إسلامِه، ومَن أبغضَهم استُدِلَّ ببُغضِه لهم على نِفاقِه وفَسادِ سَريرتِه؛ لأنَّ قَومًا بهذه الصِّفةِ لا يُبغِضُهم إلَّا مُنافِقٌ، ولا يُحِبُّهُم إلَّا مُؤمِنٌ، ومَن أحبَّهُم أحَبَّه اللهُ، ومَن أبغَضَهُم أبغَضَه اللهُ، كما في الصَّحيحَينِ.
وفي الحديثِ: بَيانُ مَنقبةِ الأنصارِ، وأنَّ حُبَّهم دَليلٌ على صِدقِ الإيمانِ، وأنَّ بُغضَهم دَليلٌ على نُقصانِ الإيمانِ أو فَسادِه.
وفيه: دَعوةٌ لكُلِّ مُسلمٍ أن يُعطيَ أهلَ المَدينةِ حَقَّهم.