الموسوعة الحديثية


- اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ مِلْءُ السَّماءِ، ومِلْءُ الأرْضِ، ومِلْءُ ما شِئْتَ مِن شيءٍ بَعْدُ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي بالثَّلْجِ والْبَرَدِ، والْماءِ البارِدِ اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ والْخَطايا، كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الوَسَخِ. في رِوايَةِ مُعاذٍ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّرَنِ. وفي رِوايَةِ يَزِيدَ مِنَ الدَّنَسِ.
الراوي : عبدالله بن أبي أوفى | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 476 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الصَّلاةُ أعظمُ العباداتِ، ويَنبغي للمؤمِن أنْ يُخلصَ لله ربِّ العالمين فيها، وأنْ يكونَ فيها خاشعًا خاضعًا، ويَطلُب مِن اللهِ فيها ما يشاءُ؛ فقدْ كان النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم كثيرَ الدُّعاء في الصَّلاة، وله في كلِّ مَوضِع منها دعاءٌ مخصوصٌ، ومن ذلك دعاؤه بعدَ الرَّفع من الرُّكوع كما في هذا الحديثِ، فقد كان يقول: "اللهمَّ لك الحمدُ مِلءَ السَّماءِ وملءَ الأرض، وملءَ ما شِئتَ مِن شيء بَعْدُ"، أي: أَتوجَّه إليك يا ألله بالحمدِ الكاملِ والمُكافئ لنِعَمِك وأفضالك، كما تشاءُ مِن العدد، "اللهم طَهِّرنِي بالثَّلجِ والبَرَدِ والماءِ الباردِ، اللهمَّ طَهِّرني من الذُّنوب والخطايا، كما يُنقَّى الثَّوبُ الأبيضُ من الوَسَخِ"، أي: اغْفِر لي وطَهِّرني من ذُنوبي وخطاياي، واغْسِلني منها بما يُنظِّف الجسدَ من الأوساخ المعنويَّة، وبما يُلطِّفُ من حرارةِ المعصيةِ، وكأنَّ الإنسانَ ثوبٌ أبيضُ تَظهَر فيه الأوساخُ مهما صَغُرتُ، فيَحتاجُ إلى تطهيرِه وتنظيفِه، والدَّرنُ والدَّنَس بمعنى الوَسَخِ.
وفي الحديث: بيانُ دعاء النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد الرَّفع من الرُّكوعِ.
وفيه: خُشوعُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وتَذَلُّلُه لله تعالى، وطَلبُه المغفرةَ منه سبحانَه.