الموسوعة الحديثية


- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَامَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَتَشَهَّدَ وأَثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ تَابَعَهُ أبو مُعَاوِيَةَ، وأَبُو أُسَامَةَ، عن هِشَامٍ، عن أبِيهِ، عن أبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: أمَّا بَعْدُ، تَابَعَهُ العَدَنِيُّ، عن سُفْيَانَ في أمَّا بَعْدُ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو حميد الساعدي | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 925
| التخريج : أخرجه مسلم (1832) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جمعة - كيفية الخطبة جمعة - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
شدَّد الشَّرعُ على مُحاسَبةِ العمَّالِ والمَرؤوسينَ على ما وُلُّوا عليه، وحذَّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن سُوءِ عاقبةِ مَن يَأخُذُ ما ليس له بحقٍّ مِن الحكَّامِ والوُلاةِ. وهذا الحديثُ مُختصَرٌ مِن حديثٍ آخَرَ؛ ذلك أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استعمَل عاملًا يُقالُ له: ابنُ اللُّتْبِيَّةِ، فجاء العاملُ إلى المدينةِ بعدَ رُجوعِه مِن عمَلِه، وأمَّر عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن يُحاسِبُه ويَقبِضُ منه، فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا لكمْ، وهذا أُهدِيَ إلَيَّ، فقام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشيَّةً -وهو وَقتُ المساءِ- يَخطُبُ في النَّاسِ بعدَ الصَّلاةِ، يُعلِّمُهم ويُحذِّرُهم مِن هذا الفِعلِ، فتَشهَّدَ وأثْنى على اللهِ بما هو أهْلُه، ثمَّ قال: «أمَّا بعدُ»، وهي كلمةٌ يُفصَلُ بها بيْنَ الكلامَينِ عندَ إرادةِ الانتقالِ مِن كَلامٍ إلى غيرِه، والمعنى: أقولُ بعدَما تَقدَّمَ مِن التَّشهُّدِ والثَّناءِ على اللهِ سُبحانه وتعالَى: فإنِّي أستَعمِلُ رِجالًا منكم، فأجْعَلُهم عُمَّالًا على الزَّكَواتِ والغنائمِ، فيَأتي عاملٌ مِن العُمَّالِ فيَقولُ: هذا لكم، وهذا هَديَّةٌ أُهدِيَتْ لي! أفلا قعَدْتَ وجلَسْتَ في بَيتِ أبيكَ وأمِّكَ فنَظَرْتَ ورأَيْتَ أيُهدَى لك أمْ لا؟! ومعْنى ذلك: أنَّه لولا تَوليتُه ذلك العملَ لم يُهْدَ إليه شَيءٌ.وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ قولِ: «أمَّا بعدُ» في الخُطبةِ.وفيه: دَليلٌ على أنَّ هَديَّةَ العمَّالِ تَرجِعُ إلى بَيتِ المالِ.وفيه: مَشروعيَّةُ تَوبيخِ المُخطئِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها