الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قال : إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ ، فإنَّهنَّ يجتَمعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهْلِكْنَه وإنَّ رسولَ اللهِ ضرَبَ لهنَّ مثلًا : كمَثلِ قومٍ نزَلوا أرضَ فلاةٍ ، فحضَر صَنيعُ القَومِ ، فجعَل الرَّجلُ ينطَلقُ فيجيءُ بالعودِ ، والرَّجلُ يَجيءُ بالعودِ ، حتَّى جمعوا سَوادًا ، وأجَّجوا نارًا ، وأنضَجوا ما قذَفوا فيها
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 2470
| التخريج : أخرجه أحمد (3818)، والطبراني (10/261) (10500)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7263) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم رقائق وزهد - المحقرات رقائق وزهد - الموبقات آداب عامة - ضرب الأمثال مظالم - الحذر من صغائر الذنوب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه مِنَ الذُّنوبِ كُلِّها صَغيرِها وكَبيرِها؛ لأنَّه إذا كانتِ الكَبائِرُ ظاهرةً، وأثَرُها واضِحًا، فإنَّ صَغائِرَ الذُّنوبِ قد تَكثُرُ في فِعلِ الإنسانِ دونَ أن يَشعُرَ، فتُصبحُ مُهلِكةً له، وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ""إيَّاكُم ومُحَقَّراتِ الذُّنوبِ""، والمَعنى احذَروا مُحَقَّراتِ الذُّنوبِ، وهيَ ما لا يُبالي المَرءُ به مِنَ الذُّنوبِ مُستَصغِرًا لها؛ ""فإنَّهنَّ يَجتَمِعنَ على الرَّجُلِ حتَّى يُهلِكنَه""، فبَيَّنَ أنَّ التَّحذيرَ مِنها لأنَّها أسبابٌ تُؤَدِّي إلى عَدَمِ المُبالاةِ وارتِكابِ الكَبائِرِ والوُقوعِ في الهَلاكِ، فصِغارُ الذُّنوبِ يجُرُّ بَعضُها بَعضًا حتَّى تُزيلَ أصلَ السَّعادةِ بهَدمِ الإيمانِ عِندَ الخاتِمةِ، فيَهلِكَ المَرءُ حينَئِذٍ! ويُخبرُ راوي الحَديثِ عَبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضَرَبَ للذُّنوبِ المُحَقَّراتِ مَثَلًا، فقال: ""كَمَثَل قَومٍ نَزَلوا أرضَ فلاةٍ"" أي: صَحراءَ، وهذا مِن ضَربِ الأمثالِ طَلبًا لمَزيدٍ مِنَ الفهمِ، ""فحَضَرَ صَنيعُ القَومِ"" أي: صُنعُهمُ الطَّعامَ، ""فجَعَل الرَّجُلُ يَنطَلقُ فيَجيءُ بالعودِ، والرَّجُلُ يَجيءُ بالعودِ"" والعودُ هو صِغارُ فُروعِ الأشجارِ الجافَّةِ، ""حتَّى جَمَعوا سَوادًا"" أي: كَمًّا كَبيرًا، ""وأجَّجوا نارًا"" بإشعالِها، ""وأنضَجوا ما قَذَفوا فيها"" مِنَ الطَّعامِ وغَيرِه، وجاءَ في رِوايةٍ أُخرى: ""فكذلك الذُّنوبُ""، أي: أنَّ الصَّغائِرَ إذا انضَمَّت وتَراكَمَتِ عَظُمَ أمرُها، وكانت وَبالًا على صاحِبِها.
وفي الحَديثِ الحَثُّ على عَدَمِ التَّهاوُنِ بالصَّغائِرِ، ومُحاسَبةِ النَّفسِ عليها، وعَدَمِ الغَفلةِ عنها؛ فإنَّ في إهمالِها هَلاكَه.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها