الموسوعة الحديثية


- عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنه قال : يُوضَعُ الصراطُ على سواءِ جهنَّمَ ، مثلُ حَدِّ السَّيفِ المرهفِ ، مَدحضَةٌ مَزلَّةٌ ، عليه كلاليبٌ من نارٍ يخطُف بها ؛ فمُمْسِكٌ يهوي فيها ؛ ومَصروعٌ ، ومنهم ، من يمرون كالبرقِ فلا ينشَبُ ذلك أن ينجوَ ، ثم كالريحِ فلا ينشَبُ ذلك أن ينجوَ ، ثم كجريِ الفرسِ ثم كرملِ الرجلِ ، ثم كمشيِ الرجُلِ ، ثم يكون آخرُهم إنسانًا رجلٌ قد لوحتْه النارُ ، ولقِيَ فيها شرًّا حتى يُدخلَه اللهُ الجنةَ بفضلِ رحمتِه ، فيقالُ له : تَمَنَّ وسَلْ فيقولُ : أي ربِّ ! أتهزأُ مني وأنت ربُّ العزةِ ؟ فيقالُ له : تمَنَّ وسَلْ ، حتى إذا انقطعتْ به الأماني قال : لك ماسألتَ ومثلَه معه
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 3627
| التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (9/ 203) (8992)، واللفظ له، والبيهقي في ((البعث والنشور)) (401)، بلفظ مقارب، وابن نصر في ((تعظيم قدر الصلاة)) (278)، بنحوه.
التصنيف الموضوعي: جهنم - ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد جهنم - صفة جهنم وعظمها قيامة - الصراط إيمان - اليوم الآخر قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
مِن أركانِ الإيمانِ: الإيمانُ باليَومِ الآخِرِ، وذلك يَتَضَمَّنُ الإيمانَ بما يَكونُ في ذلك اليَومِ مِنَ الأهوالِ والأحوالِ التي فيها تَتَغَيَّرُ مَعالمُ هذا الكَونِ، وإنَّ مِنَ الأُمورِ المُتَعَلِّقةِ باليَومِ الآخِرِ: إثباتُ الصِّراطِ الذي يُنصَبُ على ظَهرِ جَهَنَّمَ يَمُرُّ النَّاسُ عليه بحَسَبِ أعمالِهم، فمَن مَرَّ مِنه نَجا، ومَن لم يَمُرَّ وقَع في جَهَنَّمَ، والعياذُ باللهِ، وفي هذا الحَديثِ يُبَيِّنُ عَبدُ اللَّهِ بنُ مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه كَيفيَّةَ مُرورِ النَّاسِ على الصِّراطِ، فيَقولُ: يوضَعُ الصِّراطُ على سَواءِ جَهَنَّمَ، أي: على مَتنِ وظَهرِ جَهَنَّمَ، مِثلُ حَدِّ السَّيفِ المُرهَفِ. وهو الرَّقيقُ، أي: صِفَتُه أنَّه حادٌّ مِثلَ السَّيفِ الرَّقيقِ الذي رُقِّقَت حَواشيه، مَدحَضةٌ مَزِلَّةٌ. والدَّحضُ: الزَّلَقُ، أي: تَنزَلقُ الأقدامُ وتَزِلُّ عِندَ المُرورِ عليه، عليه كَلاليبُ مِن نارٍ. جَمعُ كَلُّوبٍ، وهو الحَديدةُ المُعوَجَّةُ، يَخطَفُ بها، أي: يَخطَفُ مَن يَمُرُّ عليه، ومُرورُ النَّاسِ على الصِّراطِ يَكونُ على حَسَبِ أعمالِهم؛ فمُمسِكٌ يَهوي فيها، أي: يُحاوِلُ أن يُمسِكَ بالصِّراطِ حتَّى لا يَقَعَ، لكِنَّه يَسقُطُ في جَهَنَّمَ، ومَصروعٌ، أي: يَسقُطُ على الصِّراطِ، ومِنهم مَن يَمُرُّونَ كالبَرقِ، أي: يَمشونَ على الصِّراطِ كسُرعةِ لمَعانِ البَرقِ، فلا يَنشَبُ ذلك أن يَنجوَ. نَشِبَ في الشَّيءِ: إذا وقَعَ فيما لا مَخلَصَ له منه، أي: لم يَلبَثْ أن يَنجوَ مِنَ النَّارِ. ثُمَّ كالرِّيحِ، أي: يَمُرُّ آخَرونَ كسُرعةِ الرِّيحِ، فلا يَنشَبُ ذلك أن يَنجوَ، ثُمَّ كجَريِ الفرَسِ، أي: كسُرعةِ جَرَيانِ الفرَسِ، ثُمَّ كرَمَلِ الرَّجُلِ. وهو سُرعةُ المَشيِ مَعَ تَقارُبِ الخُطى، ثُمَّ كمَشيِ الرَّجُلِ، أي: كمَشيِ الرَّجُلِ على هَيئَتِه ليسَ فيه سُرعةٌ، ثُمَّ يَكونُ آخِرُهم، أي: آخِرُ مَن يَمُرُّ على الصِّراطِ، إنسانًا؛ رَجُلٌ قد لوَّحَته النَّارُ، أي: غَيَّرَت لونَه، ولَقِيَ فيها شَرًّا، أي: أصابَته بحَرارَتِها، حتَّى يُدخِلَه اللَّهُ الجَنَّةَ بفَضلِ رَحمَتِه، أي: يَدخُلُ الجَنَّةَ بفَضلِ اللهِ ورَحمَتِه، فيُقالُ لهذا الرَّجُلِ: تَمَنَّ وسَلْ، أي: اطلُبْ ما تُريدُ في الجَنَّةِ. فيَقولُ الرَّجُلُ: أيْ رَبِّ، أتَهزَأُ مِنِّي وأنتَ رَبُّ العِزَّةِ؟ أي: كَيف تَسخَرُ مِنِّي يا رَبِّ وأنتَ رَبُّ العِزَّةِ أي: القوَّةِ والغَلَبةِ؟ فيُقالُ له: تَمَنَّ وسَلْ، حتَّى إذا انقَطَعَت به الأمانيُّ، أي: أنَّه يَطلُبُ ما يُريدُه حتَّى تَنتَهيَ به أمانيه المَرجوَّةُ، فيَتَفضَّلُ اللهُ عليه، ويَقولُ له: لك ما سَألتَ ومِثلُه مَعَه، أي: لك ما تَمَنَّيتَه ومِثلُه مَعَه.
وفي الحَديثِ إثباتُ الصِّراطِ يَومَ القيامةِ.
وفيه بَيانُ صِفةِ الصِّراطِ.
وفيه بَيانُ كَيفيَّةِ مُرورِ النَّاسِ على الصِّراطِ.
وفيه بَيانُ آخِرِ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ.
وفيه إثباتُ صِفةِ الكَلامِ للهِ تعالى.
وفيه بَيانُ فَضلِ اللهِ ورَحمَتِه على عِبادِه .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها