الموسوعة الحديثية


- ما مِن خارجٍ يَخرُجُ -يَعني مِن بَيتِه- إلَّا بِبابِه رايتانِ: رايةٌ بِيَدِ مَلَكٍ، ورايةٌ بِيَدِ شيطانٍ، فإنْ خَرَجَ لِمَا يُحِبُّ اللهَ عزَّ وجَلَّ؛ اتَّبَعَه المَلَكُ بِرايتِه، فلم يَزلْ تحتَ رايةِ المَلَكِ حتى يَرجِعَ إلى بيتِه، وإنْ خَرجَ لِمَا يُسخِطُ اللهَ؛ اتَّبَعَه الشيطانُ برايتِه، فلم يَزلْ تحتَ رايةِ الشيطانِ، حتى يَرجِعَ إلى بيتِه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 8286
| التخريج : أخرجه أحمد (8286) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (4786)، والبيهقي في ((الزهد)) (705) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إحسان - الحث على الأعمال الصالحة إيمان - الجن والشياطين إيمان - الملائكة رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
خَلَق اللهُ تعالى الإنسانَ وجَعَلَ فيه إرادةَ الخَيرِ وإرادةَ الشَّرِّ، فإذا فعَلَ الإنسانُ الطَّاعةَ والخَيرَ وفَّقه اللَّهُ وأعانَه وكان في حِفظِ اللهِ، وإن فَعَل المَعصيةِ والشَّرَّ خَذَلَه اللَّهُ وكان في سَخَطِ اللَّهِ، وذلك كَما قال اللهُ تعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 4 - 10] . وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما مِن خارِجٍ، أي: سَواءٌ كان ذَكَرًا أو أُنثى، يَخرُجُ، أي: يخرُجُ مِن بَيتِه، إلَّا ببابِه، أي: فإنَّه يوجَدُ عِندَ بابِ هذا الذي سيَخرُجُ، رايَتانِ. الرَّايةُ: هيَ اللِّواءُ أوِ العَلَمُ؛ رايةٌ بيَدِ مَلَكٍ، ورايةٌ بيَدِ شَيطانٍ، فإن خَرَجَ، أي: هذا الشَّخصُ، لِما يُحِبُّ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ، أي: في فِعلٍ يُحِبُّه اللهُ تعالى مِن صَلاةٍ أو خَيرٍ، أو برٍّ وإحسانٍ، أو تِجارةٍ جائِزةٍ يَستَعينُ بها على نَفقةِ أولادِه، أو صِلةِ رَحِمٍ أو عيادةِ مَريضٍ أو نَحوِ ذلك، اتَّبَعَه المَلَكُ برايَتِه، أي: يُعينُه المَلَكُ حتَّى كَأنَّه ماشٍ في ظِلِّ رايَتِه، فلَم يَزَلْ تَحتَ رايةِ المَلَكِ، أي: كان الرَّجُلُ تَحتَ رايةِ المَلَكِ حتَّى يَرجِعَ إلى بَيتِه، أي: مِن حينِ خُروجِه إلى حينِ رُجوعِه إلى البَيتِ. وهذا كِنايةٌ عن رِعايةِ اللهِ له وحِفظِه مِنَ الشَّيطانِ ومِن كُلِّ ما يَكرَهُ حتَّى يَرجِعَ إلى بَيتِه. وإن خَرَجَ لِما يُسخِطُ اللَّهَ، أي: في فِعلِ شَيءٍ يُغضِبُ اللهَ ويُسخِطُه مِن ظُلمٍ أوِ اعتِداءٍ على النَّاسِ، أو قَتلِ نَفسٍ حَرَّم اللَّهُ قَتلَها، أو زِنًا، أو تِجارةٍ فيما يَحرُمُ بَيعُه أو نَحوِ ذلك، اتَّبَعَه الشَّيطانُ برايَتِه، أي: رافقَه وسارَ مَعَه الشَّيطانُ يُعينُه على الشَّرِّ، فلَم يَزَلْ تَحتَ رايةِ الشَّيطانِ، حتَّى يَرجِعَ إلى بَيتِه، أي: يَظَلُّ الشَّيطانُ مَعَه مِن حينِ خُروجِه إلى حينِ رُجوعِه إلى البَيتِ. وهو كِنايةٌ عن تَسَلُّطِ الشَّيطانِ عليه وارتِكابِه ما يُغضِبُ اللهَ.
وفي الحَديثِ الحَثُّ على فِعلِ الخَيرِ.
وفيه التَّرهيبُ مِن فِعلِ الشَّرِّ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها