الموسوعة الحديثية


- عنْ أُبيِّ بنِ كَعْبٍ، قالَ: لا تَسُبُّوا الرِّيحَ؛ فإنَّها مِن نَفَسِ الرَّحمنِ، قولُهُ تَعالَى: {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164] ولكن قولوا: اللَّهُمَّ إنَّا نَسأَلُكَ مِن خَيرِ هذه الرِّيحِ، وخَيرِ ما فيها، وخَيرِ ما أُرسِلَتْ به، ونَعوذُ بكَ مِن شَرِّها، وشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرْسِلَتْ به.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبد الرحمن بن أبزى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين | الصفحة أو الرقم : 3116
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الذكر عند هياج الريح تفسير آيات - سورة البقرة استسقاء - ما يقال في الريح آداب الكلام - سب الليل والنهار وغير ذلك
| أحاديث مشابهة
الرِّياحُ مِن مَخلوقاتِ اللهِ العَظيمةِ الدَّالَّةِ على كَمالِ خَلقِه وكَمالِ تَدبيرِه لِهذا الكَونِ، فلَه سُبحانَه في هذه الرِّياحِ حِكَمٌ عَظيمةٌ؛ ولهذا جاءَ النَّهيُ عن سَبِّ الرِّيحِ، وبَيانُ ما يُقالُ عِندَ هبوبِها؛ فعن أُبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّه قال: لا تَسُبُّوا الرِّيحَ، أي: بِأن تَلعَنوها أو تَشتُموها إذا هَبَّت عليكُم؛ وذلك لِأنَّها خَلقٌ للهِ تعالى مُطيعٌ وجُندٌ مِن أجنادِه يَجعَلُها رَحمةً إذا شاءَ، ونِقمةً إذا شاءَ، فهيَ مَأمورةٌ لا ذَنبَ لَها، بَل يَنتَقِلُ إلى سُؤالِ مَن أرسَلَها طَلَبًا لِخَيرِها وإعاذةً مِن شَرِّها، فإنَّها مِن نَفَسِ الرَّحمَنِ، أي: مِمَّا يُفرِّجُ اللهُ به على العِبادِ، مِنَ التَّنفيسِ، كالفرَجِ والتَّفريجِ، وهو قَولُه تعالى: {وَتَصْريِفِ الرِّيَاحِ} أي: أنَّها تارةً تَكونُ لَيِّنةً، وتارةً تَكونُ عاصِفًا، وتارةً تَكونُ حارَّةً، وتارةً تَكونُ بارِدةً، وتارةً تَأتي بِالرَّحمةِ، وتارةً تَأتي بِالعَذابِ، تارةً تَأتي مُبَشِّرةً بَينَ يَدَيِ السَّحابِ، وتارةً تَسوقُه، وتارةً تَجمَعُه، وتارةً تُفرِّقُه، وتارةً تُصَرِّفُه {وَالسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 164] ، أي: الغَيمِ المُذَلَّلِ السَّائِرِ بَينَ السَّماءِ والأرضِ، ولَكِنْ قولوا، أي: إذا أقبَلَت عليكُمُ الرِّيحُ فقولوا: اللهُمَّ إنَّا نَسألُك مِن خَيرِ هذه الرِّيحِ، أي: نَطلُبُ مِنك خَيرَ ذاتِها. وخَيرِ ما فيها، أي: مِن مَنافِعِها كُلِّها، وخَيرِ ما أُرسِلَت بِه، أي: بِخُصوصِها في وقتِها، والمَعنى: نَسألُك الخَيرَ المُرَتَّبَ عليها مِن جَمعِ السَّحابِ النَّاشِئِ عنه الغَيثُ وحُسنُ الكَلَأِ، أوِ الخَيرَ الذي فيها مِن تَسييرِ نَحوِ السُّفُنِ بِها، ونَعوذُ بِك، أي: نَعتَصِمُ ونلتَجئُ إليك، مِن شَرِّها؛ لِكَونِها عاصِفةً أو ريحًا مُهلِكةً، وشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلَت بِه، أي: مِن إهلاكِ ما مَرَّت عليه.
وفي الحَديثِ النَّهيُ عن سَبِّ الرِّيحِ.
وفيه بَيانُ الذِّكرِ الوارِدِ عِندَ هبوبِ الرِّيحِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها