الموسوعة الحديثية


- لا تَفْنَى أُمَّتي إِلَّا بِالطَّعْنِ والطَّاعُونِ قُلْتُ : يارسولَ اللهِ ! هذا الطَّعْنُ قد عَرَفْناهُ فما الطَّاعُونُ ؟ قال : غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَعِيرِ ، المُقِيمُ بِها كَالشَّهِيدِ ، والفَارُّ مِنْها كَالفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 1408
| التخريج : أخرجه أحمد (25118) بلفظه، وإسحاق بن راهويه في ((المسند)) (1376)، وأبو يعلى (4408) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - ما تحصل به الشهادة جنائز وموت - فضل من مات بالطاعون طب - الطاعون فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات جنائز وموت - موت الطاعون شهادة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
الطَّاعونُ مِنَ الأمراضِ والأوبئةِ القاتِلةِ التي تَنتَشِرُ في النَّاسِ وتَفتِكُ بهم؛ ولذا جاءَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: إذا سَمِعتُم بالطَّاعونِ بأرضٍ فلا تَدخُلوها، وإذا كُنتُم فيها فلا تَخرُجوا مِنها؛ خَشيةَ أن يَنتَشِرَ هذا المَرَضُ، بَل على مَن أُصيبَ به أن يَصبرَ فهو كَفَّارةٌ له؛ فقد جاءَتِ النُّصوصُ بفَضلِ مَن ماتَ بالطَّاعونِ، وأنَّه شَهادةٌ لمَن ماتَ به، يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا تَفنى، أي: لا تَبيدُ، أُمَّتي إلَّا بالطَّعنِ، أي: القَتلِ بالرِّماحِ، والطَّاعونِ، أي: المَرَضِ العامِّ والوباءِ الذي يَفسُدُ له الهَواءُ فتَفسُدُ به الأمزِجةُ والأبدانُ. وأرادَ أنَّ الغالبَ على فَناءِ الأُمَّةِ بالفِتَنِ التي تُسفَكُ فيها الدِّماءُ، وبالوَباءِ. فقالت عائِشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: يا رَسولَ اللهِ، هذا الطَّعنُ قد عَرَفناه، أي: وهو القَتلُ بالرِّماحِ والسُّيوفِ. فما الطَّاعونُ؟ أي: فأخبِرْنا عن هذا الطَّاعونِ ما هو؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ البَعيرِ. الغُدَّةُ: هيَ لَحمةٌ تَنبُتُ بَينَ الجِلدِ واللَّحمِ أو ما بَينَ الشَّحمِ والسَّنامِ للجَمَلِ، وتُعتَبَرُ الغُدَّةُ طاعونَ الإبِلِ، وقَلَّما تَسلَمُ مِنه، أي: أنَّ مَرَضَ الطَّاعونِ يَكونُ في الجِسمِ على شَكلِ ورَمٍ يَظهَرُ في المَناطِقِ الرَّقيقةِ مِنَ الجِسمِ وتَحتَ الآباطِ، وهو يُشبِهُ غُدَّةَ البَعيرِ، أي: الأورامَ التي على الجَمَلِ إذا أُصيبَ بهذا الدَّاءِ. المُقيمُ بها، أي: المُقيمُ بالبَلدِ الذي حَصَل فيه الطَّاعونُ ولم يَخرُجْ مِنه صابرًا مُحتَسِبًا فهو كالشَّهيدِ، أي: أجرُه مِثلُ أجرِ مَن ماتَ شَهيدًا في سَبيلِ اللهِ، والفارُّ مِنها، أي: الهارِبُ مِنَ البَلدِ الذي وقَعَ فيه الطَّاعونُ، كالفارِّ مِنَ الزَّحفِ، أي: ذَنبُه وإثمُه مِثلُ إثمِ مَن هَرَب مِنَ الزَّحفِ، وهو الهروبُ أثناءَ المَعرَكةِ والقِتالِ ضِدَّ العَدوِّ. وقد جاءَتِ النُّصوصُ ببَيانِ شِدَّةِ جُرمِ وذَنبِ مَن تَولَّى مِنَ الزَّحفِ، وأنَّه كَبيرةٌ مِنَ الكَبائِرِ. وإنَّما كان هذا الوعيدُ الشَّديدُ لمَن خَرَجَ مِنَ الأرضِ التي فيها الطَّاعونُ؛ لأنَّه قد يَكونُ مُصابًا بالمَرَضِ فيَنقُلُه إلى مَكانٍ آخَرَ، ويَنتَشِرُ الوباءُ، فيَتَسَبَّبُ في ضَرَرٍ بالغٍ للنَّاسِ، مَعَ ظَنِّه أنَّه يَفِرُّ مِن قدَرِ اللهِ وأنَّ هروبَه سيُنجيه مِن هذا المَرَضِ.
وفي الحَديثِ بَيانُ أسبابِ فَناءِ هذه الأُمَّةِ.
وفيه فَضلُ مَن ماتَ بالطَّاعونِ، وأنَّها شَهادةٌ.
وفيه بَيانُ الوعيدِ الشَّديدِ لمَن خَرَجَ مِنَ البَلدِ الذي وقَعَ فيه الطَّاعونُ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها