الموسوعة الحديثية


- أنَّ أباه عبدَ الرَّحمنِ ذهب مع جدِّه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال له ما اسمُ ابنِك ؟ قال : عَزيزٌ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لا تُسَمِّه عزيزًا ولكن سمِّه عبدَ الرَّحمنِ ثم قال : أحبُّ الأسماءِ إلى اللهِ عبدُ اللهِ وعبدُ الرَّحمنِ والحارثُ
خلاصة حكم المحدث : ظاهره الإرسال وقد وصله أحمد
الراوي : خيثمة بن عبدالرحمن | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 2/573
| التخريج : أخرجه أحمد (17606)، وابن سعد في ((الطبقات الكبير)) (1290)، وابن أبي خيثمة في ((التاريخ الكبير)) (1853) جميعهم بنحوه .
التصنيف الموضوعي: أسماء - الأسماء المنهي عنها والمكروهة أسماء - من غير النبي اسمه أسماء - الأسماء المستحبة
|أصول الحديث
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الأسماءَ الحَسَنةَ، ويَحُثُّ أصحابَه على تَسميةِ أولادَهم بأفضَلِ الأسماءِ، وما لها عَلاقةٌ باسمِ اللهِ، والمعاني الصَّادقةِ في الإنسانِ، كما يُبيِّنُ هذا الحديثُ، حيثُ يَرْوي التَّابعيُّ خَيثمةُ بنُ عبْدِ الرَّحمنِ بنِ أبي سَبْرَةَ: "أنَّ أباهُ عبْدَ الرَّحمنِ ذهَبَ مع جَدِّه إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما اسْمُ ابْنِك؟ قال: عَزيزٌ"، وهو مِن العِزَّةِ، أي: القُوَّةِ والصَّلابةِ والمنَعةِ، "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تُسَمِّه عَزيزًا"، ولعلَّ نَهْيَه له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لأنَّه اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فكأنَّ مَن سمَّى نفْسَه بذلك يُنازِعُ اللهَ في صِفاتِه، ولا يَنْبغي أنْ يَتسمَّى أحدٌ بشَيءٍ مِن ذلك؛ لأنَّ العِبادَ لا يُوصَفون إلَّا بالذُّلِّ والخُضوعِ والعُبوديَّةِ لله سبحانه. وقد يكونُ تغييرُ الاسمِ لمعنًى آخَرَ لا لقُبحِه وكراهيتِه، كأنْ يَشتمِلَ على تزكيةٍ للنفْسِ ونحو ذلك، وقد قال تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] ، واسم (عزيز) فيه تزكيةٌ لصاحبِه بالعِزَّةِ، وصِفةُ العِزَّةِ مِن الصِّفاتِ التي يَتفرَّدُ بها اللهُ سُبحانَه؛ فالأَوْلَى أن يُسمَّى الإنسانُ بـ(عبد العَزيز) أو يُضافَ إلى اسمٍ من أسماءِ اللهِ تعالى كما قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم هنا: "ولكنْ سَمِّه عبْدَ الرَّحمنِ، ثمَّ قال: إنَّ خيرَ الأسماءِ عبْدُ اللهِ، وعبْدُ الرَّحمنِ"؛ لِكَونِهما صِدقًا، وفيهما مِن الإقرارِ بالعُبوديَّةِ، وإخلاصِ القلْبِ بالتَّوحيدِ والنِّداءِ، ولأنَّ لَفظَ "اللهِ" اسمُ الذاتِ، وقيل: إنَّه اسمُه الأعظمُ، والرَّحمنُ صِفةٌ مِن أعظَمِ الصِّفاتِ بيْن العبْدِ وبيْن اللهِ تعالى؛ فصارتْ نِسبةُ العبدِ إلى هذَيْن اللَّفظَيْنِ أفضَلَ مِن غَيرِهما، ويَتبَعُهما إضافةُ العُبوديَّةِ إلى سائرِ أسماءِ اللهِ؛ كعبْدِ الملِكِ، وعبْدِ السَّلامِ، وعبْدِ العزيزِ، وهكذا.
"والحارثُ" وهو بمعنى الكاسِبِ، ولا يَخْلو إنسانٍ عن كَسْبٍ؛ فهو مُناسِبٌ للنَّفْسِ ومُؤثِّرٌ فيها أحسَنَ الأثَرِ؛ لأنَّه يَحمِلُ معنى العمَلِ والجِدِّ والصِّدْقِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها