الموسوعة الحديثية


- "أتَى جِبْريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذه خَديجةُ قد أتَتْكَ، ومعَها إناءٌ فيه إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ، فإذا هي أتَتْكَ فاقرَأْ عليها السَّلامَ من رَبِّها، وبشِّرْها ببَيتٍ في الجنَّةِ من قصَبٍ، لا صخَبَ فيها ولا نصَبَ".
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين | الصفحة أو الرقم : 4919
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة الجنة مناقب وفضائل - خديجة بنت خويلد إيمان - الملائكة مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نكاح - خدمة الزوجة لزوجها وأبنائها
| أحاديث مشابهة
الصَّحابةُ خَيرُ القُرونِ؛ فهمُ الذينَ ناصَروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ووقَفوا مَعَه، وكانوا يُقدِّمونَ أنفُسَهم دونَ نَفسِه؛ ولهذا أثنى اللهُ تعالى عليهم، وأثنى عليهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وليس هذا الفَضلُ مختَصًّا بالصَّحابةِ الرِّجالِ فقَط، بَل حَتَّى الصَّحابيَّاتُ كان لَهنَّ دَورٌ عَظيمٌ في نَصرِ هذا الدِّينِ، ومِن خيرةِ الصَّحابيَّاتِ أُمُّ المُؤمِنينَ خَديجةُ بنتُ خُوَيلِدٍ رَضيَ اللهُ عنها؛ فقد ناصَرَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ووقَفَت مَعَه في بدايةِ دَعوتِه، وكانت تُعينُه على أمرِ هذا الدِّينِ والدَّعوةِ، وكانت مِن أوَّلِ مَن آمَنَ به وصَدَّقَه، وأنفقَت عليه مِن مالِه، ولَها مَواقِفُ عَظيمةٌ وجَليلةٌ رَضيَ اللهُ عنها؛ ولهذا جاءَ في فَضلِها أنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتعالى وجَلَّ جَلالُه سَلَّمَ عليها، وأعطاها بَيتًا في الجَنَّةِ؛ ففي الحَديثِ أنَّ جِبريلَ عليه السَّلامُ أتى إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وجاءَ في رِوايةٍ أنَّ ذلك كان والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحِراءَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، هذه خَديجةُ قد أتَتك، أي: تَوجَّهَت إلَيك، ومَعَها إناءٌ فيه إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ. وهذا شَكٌّ مِنَ الرَّاوي في نَوعيَّةِ ما في الإناءِ: هَل هو إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ، فإذا هيَ أتَتك، أي: وصَلَت إلَيك، فاقرَأْ عليها السَّلامَ مِن رَبِّها، أي: سَلِّمْ عليها مِن رَبِّها، وبَلِّغْها السَّلامَ مِن رَبِّها، وبَشِّرْها ببَيتٍ في الجَنَّةِ، أي: بقَصرٍ في الجَنَّةِ، مِن قَصَبٍ. والمُرادُ به قَصَبُ اللُّؤلُؤِ المُجَوَّفِ كالقَصرِ المُنيفِ، وقيلَ: قَصَبٌ مِن ذَهَبٍ مَنظومٍ بالجَوهَرِ، لا صَخَبَ فيه، أي: ليس فيه ضَجَّةٌ وصياحٌ، والصَّخَبُ: هو الصَّوتُ المُختَلِطُ المُرتَفِعُ، ولا نَصَبَ. وهو المَشَقَّةُ والتَّعَبُ، أي: لا يَكونُ لَها ثَمَّةَ شاغِلٌ يَشغَلُها عن لَذائِذِ الجَنَّةِ، ولا تَعَبٌ يُنَغِّصُها. وإنَّما كان لَها هذا الجَزاءُ لأنَّها رَضيَ اللهُ عنها كانت حَريصةً على رِضا رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكُلِّ مُمكِنٍ، ولَم يَصدُرْ مِنها ما يُغضِبُه قَطُّ كما وقَعَ لغَيرِها، وقيلَ: لأنَّها كانت رَبَّةَ بَيتٍ قَبلَ المَبعَثِ، ثُمَّ صارَت رَبَّةَ بَيتٍ في الإسلامِ مُنفرِدةً به، فلَم يَكُنْ على وَجهِ الأرضِ في أوَّلِ يَومٍ بُعِثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَيتُ إسلامٍ إلَّا بَيتُها، ولأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا دَعا إلى الإسلامِ أجابَت خَديجةُ طَوعًا فلَم تُحوِجْه إلى رَفعِ صَوتٍ ولا مُنازَعةٍ ولا تَعَبٍ في ذلك، بَل أزالَت عنه كُلَّ نَصَبٍ، وآنَسَته مِن كُلِّ وَحشةٍ، وهَوَّنَت عليه كُلَّ عَسيرٍ؛ فناسَب أن يَكونَ مَنزِلُها الذي بَشَّرَها به رَبُّها بالصِّفةِ المُقابِلةِ لفِعلِها.
وفي الحَديثِ فضيلةٌ عَظيمةٌ لخَديجةَ رَضيَ اللهُ عنها.
وفيه بَيانُ بَعضِ أوصافِ بُيوتِ الجَنَّةِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها