الموسوعة الحديثية


- أَلَا إنَّه لم يكنْ نَبِيٌّ قَبْلي إلَّا قد حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَه، هو أَعوَرُ عَيْنِه اليُسْرى، بعَيْنِه اليُمْنى ظَفَرةٌ غَليظةٌ، مَكْتوبٌ بَيْنَ عَيْنَيه كافِرٌ، يَخرُجُ معَه وادِيانِ: أحَدُهما جَنَّةٌ، والآخَرُ نارٌ؛ فنارُه جنة وجَنَّتُه نارٌ، معَه مَلَكانِ مِن المَلائِكةِ يُشبهانِ نَبِيَّينِ مِن الأنْبياءِ، لو شِئْتُ سَمَّيْتُهما بأسْمائِهما، وأسْماءِ آبائِهما، واحِدٌ مِنهما عن يَمينِه، والآخَرُ عن شِمالِه، وذلك فِتْنتُه، فيَقولُ الدَّجَّالُ: ألسْتُ برَبِّكم؟ ألسْتُ أُحيِي وأُميتُ؟ فيقولُ له أحَدُ المَلَكينِ: كَذَبْتَ، ما يَسمَعُه أحَدٌ مِن النَّاسِ إلَّا صاحِبُه، فيَقولُ له: صَدَقْتَ، فيَسمَعُه النَّاسُ فيَظُنُّونَ أنَّما يُصَدِّقُ الدَّجَّالَ، وذلك فِتْنةٌ، ثُمَّ يَسيرُ حتَّى يَأتيَ المَدينةَ، فلا يُؤذَنُ له فيها، فيَقولُ: هذه قَرْيةُ ذلك الرَّجُلِ، ثُمَّ يَسيرُ حتَّى يَأتيَ الشَّامَ، فيُهلِكُه اللهُ عَزَّ وجَلَّ عنْدَ عَقَبةِ أَفيقٍ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند | الصفحة أو الرقم : 436
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - لا يدخل الدجال المدينة أشراط الساعة - قتل الدجال أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - فتنة الدجال إيمان - الملائكة
| أحاديث مشابهة
مِن أشراطِ السَّاعةِ التي ورَدَ ذِكرُها في السُّنَّةِ خُروجُ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وما مِن نَبيٍّ مِنَ الأنبياءِ إلَّا وحَذَّرَ أُمَّتَه مِنَ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أشَدَّ الأنبياءِ تَحذيرًا لأُمَّتِه مِنَ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وبَيَّنَ لَهم عَظيمَ فِتنَتِه، وأمرَهم أن يَستَعيذوا مِنه في صَلاتِهم؛ ولهذا فقد أكثَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن ذِكرِ صِفاتِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، ومِن تلك الصِّفاتِ ما جاءَ في هذا الحَديثِ؛ حَيثُ يَقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ألَا، أي: اعلَموا، إنَّه لَم يَكُنْ نَبيٌّ قَبلي، أي: مِمَّن سَبَقَني مِنَ الأنبياءِ، إلَّا قد حَذَّرَ الدَّجَّالَ أُمَّتَه، أي: حَذَّرَ كُلُّ نَبيٍّ أُمَّتَه مِن فِتنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، ثُمَّ بَيَّنَ بَعضَ صِفاتِه، حَتَّى إذا خَرَجَ يعرِفُه النَّاسُ بتلك الصِّفاتِ فلا يُصَدِّقونَه، هو أعورُ عَينِه اليُسرى، أي: أنَّ عَينَه اليُسرى عَوراءُ لا يَرى بها، وبِعينِه اليُمنى ظفرةٌ غَليظةٌ، أي: لحمةٌ تَنبُتُ مِن جانِبِ الأنفِ على بَياضِ العَينِ، وقد تَمتَدُّ إلى السَّوادِ فتَغشاه، مَكتوبٌ بَينَ عَينَيه كافِرٌ، أي: مِن صِفاتِه أيضًا أنَّه مَكتوبٌ على جَبينِه بَينَ عَينَيه أنَّه كافِرٌ، يَخرُجُ مَعَه واديانِ: أحَدُهما جَنَّةٌ، والآخَرُ نارٌ؛ فنارُه جَنَّةٌ، وجَنَّتُه نارٌ، أي: أنَّ مِن صِفاتِه أيضًا أنَّه تَكونُ له خَوارِقُ بحَيثُ يَكونُ مَعَه واديانِ: الأوَّل: جَنَّةٌ، والثَّاني: نارٌ، حَتَّى يَفتِنَ النَّاسَ عن دينِهم، فمَن آمَنَ به أدخَلَه في الوادي الذي هو جَنَّةٌ، وهو في حَقيقةِ الأمرِ نارٌ، ومَن كَفَر به وكَذَّبه أدخَلَه في الوادي الذي هو نارٌ، وهو في حَقيقةِ الأمرِ جَنَّةٌ! مَعَه مَلَكانِ مِنَ المَلائِكةِ يُشبِهانِ نَبيَّينِ مِنَ الأنبياءِ، أي: أيضًا مِنَ الخَوارِقِ التي يُعطاها الدَّجَّالُ أنَّه يَكونُ مَعَه مَلكانِ على شَبَهِ اثنَينِ مِنَ الأنبياءِ، حَتَّى يُفتَنَ النَّاسُ ويُصَدِّقوا أنَّه على حَقٍّ! لَو شِئتُ سَمَّيتُهما بأسمائِهما، وأسماءِ آبائِهما، أي: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَعرِفُ مَن هما النَّبيَّانِ اللَّذانِ جاءَ المَلَكانِ على صورَتِهما، ولَكِنَّه تَرَكَ الإخبارَ عنهما. واحِدٌ مِنهما عن يَمينِه، أي: أحَدُ هذينِ المَلَكينِ يَكونُ عن يَمينِ الدَّجَّالِ، والمَلَكُ الآخَرُ عن شِمالِه، أي: يَقِفُ عن شِمالِه، وذلك فِتنَتُه، أي: هذا مِن فِتنَتِه للنَّاسِ، ثُمَّ يَقولُ الدَّجَّالُ للنَّاسِ: ألستُ برَبِّكُم؟ أي: ألا تُقِرُّونَ وتَعتَرِفونَ أنِّي رَبُّكُم، ألستُ أُحيي وأُميتُ؟ أي: أنا أقدِرُ على الإحياءِ والإماتةِ الذي لا يَقدِرُ عليهما إلَّا اللَّهُ؛ فأنا رَبُّكُم لقُدرَتي على ذلك! فيَقولُ له أحَدُ المَلكَينِ: كَذَبتَ، أي: في قَولِك أنَّك الرَّبُّ وأنَّك تَقدِرُ على الإحياءِ والإماتةِ، ما يَسمَعُه أحَدٌ مِنَ النَّاسِ إلَّا صاحِبُه، أي: لا يَسمَعُ قَولَ هذا المَلَكِ للدَّجَّالِ أحَدٌ مِنَ النَّاسِ إلَّا المَلَكُ الآخَرُ فقَط، فيَرُدُّ هذا المَلَكُ على صاحِبِه فيَقولُ له: صَدَقتَ، أي: يَقولُ للمَلَكِ المُكَذِّبِ للدَّجَّالِ: صَدَقتَ، فيَسمَعُه النَّاسُ! أي: يَسمَعُ النَّاسُ قَولَ المَلَكِ: صَدَقتَ، فيَظُنُّونَ أنَّه صَدَّقَ الدَّجَّالَ! أي: يُصَدِّقُ قَولَ الدَّجَّالِ في كَونِه الرَّبَّ وأنَّه يَقدِرُ على الإحياءِ والإماتةِ، وذلك فِتنةٌ، أي: هذا الأمرُ فِتنةٌ للنَّاسِ عِندَما يَسمَعونَ تَصديقَ المَلَكِ للدَّجَّالِ. ثُمَّ يَسيرُ، أي: الدَّجَّالُ، حَتَّى يَأتيَ المَدينةَ، أي: مَدينةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلا يُؤذَنُ له فيها، أي: يُمنَعُ مِن دُخولِ المَدينةِ. فيَقولُ الدَّجَّالُ: هذه قَريةُ ذلك الرَّجُلِ، أي: الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. والمَعنى: أنَّه عِندَما وجَدَ نَفسَه مَمنوعًا مِن دُخولِ المَدينةِ عَرَف أنَّها مَدينةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لكَونِه لا يَستَطيعُ دُخولَها. ثُمَّ يَسيرُ، أي: الدَّجَّالُ، حَتَّى يَأتيَ الشَّامَ، أي: بلادَ الشَّامِ، فيُهلِكُه، أي: يُميتُه، اللهُ عَزَّ وجَلَّ، على يَدِ عيسى عليه السَّلامُ كما في الرِّواياتِ الأُخرى، ويَكونُ ذلك عِندَ عَقَبةِ أَفِيقٍ. وأَفِيقٌ: قَريةٌ مِن حَورانِ في طَريقِ الغَورِ في أوَّلِ العَقَبةِ المَعروفةِ بعَقَبةِ أَفِيقٍ، تَنزِلُ مِن هذه العَقَبةِ إلى الغَورِ، وهو الأُردُنُّ، وهيَ عَقَبةٌ طَويلةٌ نَحوَ ميلَينِ.
وفي الحَديثِ تَحذيرُ الأنبياءِ السَّابقينَ مِنَ المَسيحِ الدَّجَّالِ.
وفيه تَحذيرُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أُمَّتَه مِنَ المَسيحِ الدَّجَّالِ.
وفيه بَيانُ بَعضِ صِفاتِ المَسيحِ الدَّجَّالِ.
وفيه عَظيمُ فِتنةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ.
وفيه أنَّ المَسيحَ الدَّجَّالَ مَمنوعٌ مِن دُخولِ المَدينةِ.
وفيه بَيانُ كيفيَّةِ هَلاكِ المَسيحِ الدَّجَّالِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها