الموسوعة الحديثية


- يَجِيءُ النبيُّ يومَ القيامةِ ومعه الرجلُ ، والنبيُّ ومعه الرجلانِ ، والنبيُّ ومعه الثلاثةُ ، وأكثرُ من ذلك ، فيُقالُ له : هل بَلَّغْتَ قومَك ؟ فيقولُ : نعم ، فيُدْعَى قومُه ، فيُقالُ لهم : هل بَلَّغَكم هذا ؟ فيقولونَ : لا ، فيُقالُ له : مَن يَشْهَدُ لك ؟ فيقولُ : مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ ، فيُدْعَى مُحَمَّدٌ وأُمَّتُهُ فيُقالُ لهم : هل بَلَّغَ هذا قومَه ؟ فيقولونَ : نعم ، فيُقالُ : وما عِلْمُكُم بذلك ؟ فيقولونَ : جاءنا نبيُّنا ، فأَخْبَرَنا أنَّ الرُّسُلَ قد بَلَّغُوا فصَدَّقْناه ، فذلك قولُه : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 8033
| التخريج : أخرجه ابن ماجه (4284) واللفظ له، وأحمد (11558) بنحوه، والبخاري (7349) بذكر نوح.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل تفسير آيات - سورة البقرة أنبياء - محمد مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
فضَّلَ اللَّهُ تعالى أُمَّةَ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَعَلَها خَيرَ الأُمَمِ؛ وذلك لفَضلِ نَبيِّها صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110] ، ومِن فَضلِ هذه الأُمَّةِ أنَّ اللَّهَ جَعَلَها شاهدةً على الأُمَمِ السَّابقةِ مَعَ أنَّها آخِرُ الأُمَمِ، ففي الحَديثِ: أنَّه يَجيءُ النَّبيُّ يَومَ القيامةِ ومَعَه الرَّجُلُ، والنَّبيُّ ومَعَه الرَّجُلانِ، والنَّبيُّ ومَعَه الثَّلاثةُ، وأكثَرُ مِن ذلك، أي: يَأتي النَّبيُّ يَومَ القيامةِ ولَم يُؤمِنْ مَعَه مِن أمَّتِه إلَّا الرَّجُلُ والرَّجُلانِ أوِ الثَّلاثةُ، والمَقصودُ بذلك قِلَّةُ مَن آمَنَ به مَعَ دَعوتِه لقَومِه وعَدَمِ تَقصيرِه في الدَّعوةِ. فيُقالُ لهذا النَّبيِّ: هَل بَلَّغتَ قَومَك؟ أي: هَل دَعَوتَهم إلى اللهِ تعالى؟ فيَقولُ: نَعَم، أي: قد دَعَوتُهم وحَرَصتُ على إيمانِهم لَكِنَّهم لَم يَستَجيبوا. فيُدعى قَومُ هذا النَّبيِّ، ويُقالُ لَهم: هَل بَلَّغَكُم نَبيُّكُم هذا؟ فيَقولونَ: لا، أي: يُنكِرونَ أن يَكونَ دَعاهم وأنذَرَهم، فيُقالُ للنَّبيِّ: مَن يَشهَدُ لَك؟ أي: مَن يَشهَدُ لَك على صِدقِ ما قُلتَ مِن أنَّك بلَّغتَهم؟ فيَقولُ: مُحَمَّدٌ وأُمَّتُه، أي: همُ الذينَ سَيَشهَدونَ لي أنِّي قد بَلَّغتُ قَومي. فيُدعى مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأُمَّتُه فيُقالُ لَهم: هَل بَلَّغَ هذا قَومَه؟ أي: هَل هذا النَّبيُّ بَلَّغَ قَومَه؟ فتَقولُ هذه الأُمَّةُ: نَعَم، أي: هو صادِقٌ فيما قال؛ فقد بَلَّغَهم ودَعاهم ولَكِنَّهم كَذَّبوا. فيُقالُ لَهم: وما عِلمُكُم بذلك؟! أي: وكَيف عَرَفتُم أنَّه بَلَّغَهم وأنتُم آخِرُ الأُمَمِ؟! فيَقولونَ: جاءَنا نَبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فأخبَرَنا عنِ اللهِ في القُرآنِ أنَّ الرُّسُلَ قد بَلَّغوا ما أُرسِلوا به فصَدَّقْناه على ذلك، وهذا هو مَعنى قَولِه تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143] ، أي: جَعَلْناكُم أُمَّةً عُدولًا خيارًا حَتَّى تَكونوا شُهَداءَ على النَّاسِ. والمَقصودُ بهذه الشَّهادةِ إظهارُ فَضْلِهم بَينَ الأُمَمِ، وإلَّا فكَفى باللهِ شَهيدًا.
وفي الحَديثِ قِلَّةُ مَن آمَن مِنَ الأُمَمِ السَّابقةِ.
وفيه فَضلُ هذه الأُمَّةِ على بَقيَّةِ الأُمَمِ.
وفيه إقامةُ اللهِ تعالى الحُجَّةَ على الأُمَمِ السَّابقةِ يَومَ القيامةِ.
وفيه تَكذيبُ الأُمَمِ السَّابقةِ لأنبيائِهم.
وفيه شَهادةُ هذه الأُمَّةِ للأنبياءِ على تَبليغِهم.
وفيه تَفسيرُ القُرآنِ بالسُّنَّةِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها