الموسوعة الحديثية


- خَرَجَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مَشيَخةٍ مِن الأنصارِ بِيضٍ لِحاهم، فقال: يا مَعشرَ الأنصارِ، حَمِّروا وصَفِّروا، وخالِفوا أهلَ الكِتابِ، قال: فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يَتسَروَلونَ ولا يَأتزِرونَ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَسَروَلوا وائْتَزِروا، وخالِفوا أهلَ الكِتابِ، قال: فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يَتخَفَّفونَ ولا يَنتَعِلونَ، قال: فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فتَخَفَّفوا وانتَعِلوا، وخالِفوا أهلَ الكِتابِ، قال: فقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يَقُصُّونَ عَثانينَهم ويُوَفِّرونَ سِبالَهم، قال: فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قُصُّوا سِبالَكم ووَفِّروا عَثانينَكم، وخالِفوا أهلَ الكتابِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 22283
| التخريج : أخرجه أحمد (22283) واللفظ له، والطبراني (8/282) (7924)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (6405)
التصنيف الموضوعي: زينة الشعر - أخذ الشارب زينة الشعر - إعفاء اللحى زينة اللباس - لبس السراويل زينة اللباس - النعال طهارة - تغيير الشيب بالحناء والكتم وتجنب السواد
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
الإسلامُ دينُ العِزَّةِ والرِّفعةِ، وهو الدِّينُ الحَقُّ؛ قال اللهُ تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} [آل عِمرانَ: 19] ، فالمُسلِمُ عَزيزٌ بعِزَّةِ هذا الدِّينِ؛ ولهذا يَنبَغي للمُسلمِ ألَّا يَتَشَبَّهَ بالكُفَّارِ وقد أعَزَّه اللهُ بالإسلامِ، وقد جاءَتِ الأحاديثُ الكَثيرةُ بالنَّهيِ عنِ التَّشَبُّهِ بالكُفَّارِ، بَل والأمرِ بمُخالَفتِهم في أيِّ أمرٍ يَعمَلونَه، كُلُّ ذلك إظهارًا لتَمَيُّزِ المُسلمِ عن غَيرِه مِن أهلِ الكُفرِ، وإنَّ مِمَّا جاءَ بالأمرِ بمُخالَفتِهم ما ورَدَ في هذا الحَديثِ؛ فقد خَرَجَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على مَشيَخةٍ -أي: شُيوخٍ كِبارٍ في السِّنِّ، وقيلَ: الشَّيخُ مَن بَلَغَ سِنَّ الخَمسينَ فما فوقَ- مِنَ الأنصارِ، بِيضٍ لِحاهم، أي: قدِ ابيَضَّت لحاهم، فقال لَهم: يا مَعشَرَ الأنصارِ، حَمِّروا وصَفِّروا، أي: غَيِّروا هذا البَياضَ الذي في لِحاكُم بشَيءٍ مِنَ الحُمرةِ وهيَ الحِنَّاءُ، أوِ الصُّفرةِ بالوَرْسِ والزَّعْفرانِ، وخالِفوا أهلَ الكِتابِ، أي: لا تَجعَلوها كَأهلِ الكِتابِ، وهمُ اليَهودُ والنَّصارى، الذينَ لا يَصبُغونَ لحاهم، بَل خالِفوهم أنتُم حَتَّى تَتَمَيَّزوا عنهم. فلَمَّا عَرَف الصَّحابةُ أنَّ مَقصودَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن تَغييرِ البَياضِ الذي في اللِّحى هو مُخالَفةُ أهلِ الكِتابِ سَألوه عن بَعضِ الأشياءِ التي يَفعَلُها اليَهودُ، فهَل نُخالِفُهم فيها أم لا؟ فقالوا: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يَتَسَرولونَ ولا يَأْتَزِرون، أي: يَلبَسونَ السَّراويلَ ولا يَلبَسونَ الإزارَ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تَسَرْولَوا وائتَزِروا، وخالِفوا أهلَ الكِتابِ، أي: فأنتُمُ اجمَعوا بَينَ الأمرَينِ وخالِفوهم فالبَسوا السَّراويلَ مَعَ الإزارِ. فقال الصَّحابةُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يَتَخَفَّفونَ، أي: يَلبَسونَ الخِفافَ، جَمعُ خُفٍّ، وهو ما يُلبَسُ على الرِّجْلِ مِن جِلدٍ، ولا يَنتَعِلونَ، أي: لا يَلبَسونَ النِّعالَ. وهيَ: الأحذيةُ. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فتَخَفَّفوا وانتَعِلوا، وخالِفوا أهلَ الكِتابِ، أي: فأنتُمُ اجمَعوا بَينَ الأمرَينِ فالبَسوا الخِفافَ مَعَ النِّعالِ. فقال الصَّحابةُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أهلَ الكِتابِ يَقُصُّونَ عثانينَهم، جمعُ عُثنونٍ، وهيَ اللِّحيةُ، ويُوَفِّرونَ، مِنَ التَّوفيرِ -وهو التَّكميلُ- أي: يُرخونَ ويَترُكونَ سِبالَهم، جَمعُ سَبَلةٍ، وهيَ الشَّارِبُ. والمَعنى: أنَّ اليَهودَ كانوا يَقُصُّونَ لِحاهم ويَترُكونَ شَوارِبَهم. فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: قُصُّوا سِبالَكم ووَفِّروا عَثانينَكم، وخالِفوا أهلَ الكِتابِ، أي: خالِفوهم أيضًا فقُصُّوا شَوارِبَكُم وأرخوا لِحاكُم.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ مُخالَفةِ أهلِ الكِتابِ في كُلِّ شَيءٍ.
وفيه مَشروعيَّةُ تَغييرِ البَياضِ الذي يَكونُ في اللِّحيةِ.
وفيه مَشروعيَّةُ لُبسِ السَّراويلِ مَعَ الإزارِ.
وفيه مَشروعيَّةُ لُبسِ النِّعالِ مَعَ الخِفافِ.
وفيه مَشروعيَّةُ قَصِّ الشَّارِبِ وتَوفيرِ اللِّحى .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها