الموسوعة الحديثية


- يزيدُ بنُ الأصمِّ قالَ : تلقَّينا عائشةَ من مكَّةَ أنا وابنُ طلحةَ من أختِها ، وقد كنَّا وقفنا على حائطٍ من حيطانِ المدينةِ فأصَبنا منهُ فبلغَها ذلك فأقبلَتْ على ابنِ أختِها تلومُهُ ، ثم أقبلت عليَّ فوعَظَتني موعظةً بليغةً ثمَّ قالَت : أما علِمتَ أنَّ اللَّهَ ساقكَ حتَّى جعلكَ في بيتٍ من بيوتِ نبيِّهِ ، ذهبَتْ واللَّهِ ميمونةُ ورُمِيَ بحبلِكَ على غاربِكَ ، أما أنَّها كانَت من أتقانا للَّهِ وأوصلِنا للرَّحِمِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : يزيد بن الأصم | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة | الصفحة أو الرقم : 4/412
| التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبير)) (10/ 134) واللفظ له، وابن أبي شيبة (21537) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - فضل صلة الرحم رقائق وزهد - تقوى الله رقائق وزهد - الإيجاز في الموعظة رقائق وزهد - الورع والتقوى مناقب وفضائل - ميمونة بنت الحارث
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
زَوجاتُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لهنَّ فَضلٌ كَبيرٌ على سائِرِ النِّساءِ؛ فهنَّ أمَّهاتُ المُؤمنينَ، وأثنى اللهُ تعالى عليهنَّ في القُرآنِ الكَريمِ، فقال:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33] ، ومن زَوجاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَيمونةُ بنتُ الحارِثِ الهلاليَّةُ رَضِيَ اللهُ عنها، وقد كانتِ امرَأةً فاضِلةً تَقيَّةً، واصِلةً للرَّحِمِ، وأثنَت عائِشةُ رَضِيَ اللهُ عنها على مَيمونةَ بذلك، يَقولُ يَزيدُ بنُ الأصَمِّ، وهو أحَدُ التَّابِعينَ، ابنُ أختِ مَيمونةَ رَضِيَ اللهُ عنها: تَلقَّيتُ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أي: كُنَّا في استِقبالِها من مَكَّةَ، أنا وابنُ طَلحةَ بنِ عُبَيدِ اللَّهِ من أختِها -أي: أختِ عائِشةَ أمِّ كُلثومٍ بنتِ أبي بكرٍ، فقد تزَوَّجَ طَلحةُ بأمِّ كُلثومٍ- وقد كُنَّا وقَفْنا على حائِطٍ من حيطانِ المَدينةِ -والحائِطُ هو البُستانُ- فأصَبنا منه، أي: لعَلَّهم أخَذوا أو أكَلوا منَ البُستانِ، فبلغَ عائِشةَ ذلك، فأقبَلَت على ابنِ أختِها تَلومُه وتوبِّخُه على ما أقدَمَ منَ الأخذِ منَ الحائِطِ وكَونِه لم يَتَورَّعْ ويَترُكِ الأخذَ منَ الحائِطِ، ثمَّ أقبَلَت عليَّ، أي: على يَزيدَ بنِ الأصَمِّ، فوعَظَتْني مَوعِظةً بليغةً، ثمَّ قالت: أمَا عَلِمتَ أنَّ اللهَ ساقَك حتَّى جَعَلَك في بَيتٍ من بُيوتِ نَبيِّه -أي: أنَّ اللهَ فضَّلك وجَعَلك في بُيوتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَقصِدُ بذلك بَيتَ مَيمونةَ رَضِيَ اللهُ عنها؛ فقد كانت مَيمونةُ خالةَ يَزيدَ بنِ الأصَمِّ- ثمَّ قالت عائِشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: ذَهَبَت واللَّهِ مَيمونةُ، أي: ماتَت مَيمونةُ التي كانت تَزجُرُك، ورُميَ بحَبلِك على غارِبِك، أي: مُرسَلٌ مُطلَقٌ غَيرُ مُقَيَّدٍ ولا مَشدودٍ، والمَعنى: خُلِّي سَبيلُك بَعدَ مَوتِ مَيمونةَ، فليس لك أحَدٌ يَمنَعُك عَمَّا تُريدُ، أمَا إنَّها -أي: مَيمونةَ- كانت من أتقانا للَّهِ وأوصَلِنا للرَّحِمِ.
وفي الحَديثِ فَضلُ أمِّ المُؤمنينَ مَيمونةَ رَضِيَ اللهُ عنها.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها