الموسوعة الحديثية


- أنَّ أبا موسَى لما حضَرتهُ الوفاةُ قال : يا بَنِيَّ, اذكروا صاحبَ الرَّغيفِ : كان رجلٌ يتعبَّدُ في صَومعةٍ أُراهُ سبعينَ سنةً, فشبَّهَ الشَّيطانُ في عينهِ امرأةً, فكان معها سبعةَ أيَّامٍ وسبعَ ليالٍ, ثمَّ كُشِفَ عن الرَّجلِ غِطاؤهُ, فخرج تائبًا, ثمَّ ذكرَ أنَّه بات بين مساكينَ, فتصدَّقَ عليهم برغيفٍ رغيفٍ, فأعطَوهُ رغيفًا, ففقدَهُ صاحبهُ الَّذي كان يُعطاهُ, فلمَّا علِمَ بذلك, أعطاهُ الرَّغيفَ وأصبحَ ميِّتًا, فوُزِنَتِ السَّبعونَ سنةٍ بالسَّبعِ ليالٍ, فرجَحتِ اللَّياليَ, ووُزِنَ الرَّغيفُ بالسَّبعِ اللَّيالِ, فرجحَ الرَّغيفُ .
خلاصة حكم المحدث : صح من رواية أبي بردة
الراوي : [أبو بردة بن أبي موسى الأشعري] | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم | الصفحة أو الرقم : 1/436
| التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (35353)، وابن زنجويه في ((الأموال)) (1323)، وأبو نعيم في ((الحلية)) (1/ 263) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الاجتهاد في العبادة صدقة - فضل الصدقة والحث عليها علم - القصص فتن - فتنة النساء إيمان - أعمال الجن والشياطين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
فِعلُ الخَيرِ له أثَرٌ عَظيمٌ في تَكفيرِ السَّيِّئاتِ ورَفعِ الدَّرَجاتِ، وبه تَرجَحُ أعمالُ العَبدِ يَومَ القيامةِ، ومن أفضَلِ الصَّدَقةِ إطعامُ الطَّعامِ حتَّى ولو كان يسيرًا؛ ولهذا لمَّا حَضَرَت أبا موسى رَضِيَ اللهُ عنه الوفاةُ: أي: قَرُبَ وِدنا أجَلُه، قال لأبنائِه يُذَكِّرُهم ويوصيهم: اذكُروا صاحِبَ الرَّغيفِ، أي: عليكُم بتَذَكُّرِ قِصَّةِ صاحِبِ الرَّغيفِ، وهي أنَّه كان رَجُلٌ يَتَعَبَّدُ في صَومَعةٍ وهو بيتُ العبادةِ عِندَ النَّصارى، وظَلَّ يَتَعَبَّدُ فيها سَبعينَ سَنةً، ثمَّ إنَّ الشَّيطانَ شَبَّه له في عَينِه امرَأةً، أي: حَسَّنَها وزَيَّنَها له، فمَكَثَ مَعَ المَرأةِ سَبعةَ أيَّامٍ وسَبعَ ليالٍ، ثمَّ كُشِف عنِ الرَّجُلِ غِطاؤُه، أي: انتَبَهَ وعادَ لرُشدِه وأنَّ الشَّيطانَ قد غَرَّه وأوقَعَه في المَعصيةِ والذَّنبِ، فخَرَجَ الرَّجُلُ تائبًا، وأقامَ مَعَ مَساكينَ وباتَ مَعَهم، فجاءَ رَجُلٌ وتَصَدَّقَ على هؤلاء المَساكينِ برَغيفٍ رَغيفٍ، وأعطى هذا العابِدَ رغيفًا كان منَ المَفروضِ أن يَكونَ لأحَدِ المَساكينِ، ففقدَ المِسكينُ رَغيفَه الذي كان يُعطاه، ولمَّا عَلِمَ العابدُ بذلك أعطى رَغيفَه الذي مَعَه لهذا المِسكينِ وآثَرَه على نَفسِه، وأصبَحَ مَيِّتًا! فوُزِنَت عِبادةُ السَّبعينَ سَنةً التي كان عابدًا فيها بالسَّبعِ اللَّيالي التي قَضاها مَعَ تلك المَرأةِ، فرَجَحَتِ اللَّيالي، أي: أنَّ لياليَ المَعصيةِ التي قَضاها مَعَ المَرأةِ رَجَحَت على عِبادةِ سَبعينَ سَنة، ثمَّ وُزِنَ الرَّغيفُ الذي تَصَدَّق به بالسَّبعِ اللَّيالي، فرَجَحَ الرَّغيفُ!
وفي الحَديثِ وَعظُ الأبِ لأبنائِه وتَذكيرُهم بفِعلِ الخَيرِ واجتِنابِ الشَّرِّ.
وفيه الحَذَرُ من وساوِسِ الشَّيطانِ وتَزيينِه المَعصيةَ للعَبدِ.
وفيه أنَّ المَعصيةَ قد تَرجَحُ على الطَّاعةِ.
وفيه أنَّ المَعاصيَ تُكَفَّرُ ببَعضِ الأعمالِ الصَّالحةِ.
وفيه بَيانُ أجرِ فِعلِ الخَيرِ لا سيَّما إطعامِ الطَّعامِ.
وفيه إثباتُ أنَّ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ توزَنُ يَومَ القيامةِ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها