الموسوعة الحديثية


-  فَتَلْتُ لِهَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -تَعْنِي القَلَائِدَ- قَبْلَ أنْ يُحْرِمَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 1704 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (1704)، ومسلم (1321)
عظَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ البيتَ الحرامَ، وكذلك نَبيُّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَنَّ أنَّه إذا لم يَصِلِ الإنسانُ إلى الحرَمِ بنفْسِه بَعَثَ إليه الهدْيَ؛ تَعظيمًا له، وتَوسعةً على فُقرائِه.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّها فَتَلَتْ لهَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القَلائِدَ، أي: صَنَعَت الأطواقَ التي تُوضَعُ في أعناقِ الهدْيِ، بأنْ ضَمَّت خُيوطَها بَعضَها إلى بَعضٍ. ولَفظُ الهدْيِ: اسمٌ لِما يُهدى مِن الأنعامِ -مِن الإبلِ أو البقرِ أو الغنَمِ أو المَعْزِ - إلى الحرَمِ لِتُذبحَ هناك تَقرُّبًا إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وشُكرًا له.
وقولُها: «قبلَ أنْ يُحرِمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ»، يَحتمِلُ أنَّ مُرادَها: قبْلَ السَّنةِ التي أحْرَمَ فيها صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحجِّ، فقدْ بَعَثَ بالهدْيِ مع أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه في السَّنةِ التاسعةِ. ويَحتمِلُ أنَّها أخْبَرَت في هذه عن حالِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَنةِ إحرامهِ، وهي السَّنةُ العاشرةُ مِن الهِجرةِ.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ تَقليدِ الهدْيِ، واستخدامِ الإنسانِ زَوجتَه في تَجهيزِ القَلائدِ للهدْيِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ بَعْثِ الهدْيِ إلى الحرَمِ وإنْ لم يُسافِرْ معه مُرسِلُه ولم يُحرِمْ في تلك السَّنةِ.