الموسوعة الحديثية


- يَجِيءُ يَومَ القِيامَةِ ناسٌ مِنَ المُسْلِمِينَ بذُنُوبٍ أمْثالِ الجِبالِ، فَيَغْفِرُها اللَّهُ لهمْ ويَضَعُها علَى اليَهُودِ والنَّصارَى فِيما أحْسِبُ أنا. قالَ أبو رَوْحٍ: لا أدْرِي مِمَّنِ الشَّكُّ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2767
| التخريج : أخرجه مسلم (2767)
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام قيامة - الكفار يكونون فداء للمسلمين إحسان - غفران الله للذنوب والآثام استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
|أصول الحديث
اللهُ سُبحانَه وتَعالَى يَمُنُّ على أهْلِ الإيمانِ في الدُّنيا والآخِرَةِ، وتَمامُ ذَلكَ بِنَجاتِهم منَ النَّارِ ودُخولِهمُ الجنَّةَ.
وفي هذا الحديثِ يَذكُرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعضَ مواقِفِ الآخِرَةِ، فمنها أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَأتي بأُناسٍ مِن المسلِمينَ وعليهم ذُنوبٌ أمثالُ الجِبالِ، فيَغفِرُها اللهُ لهم برَحمةٍ مِنه وفَضلٍ، وقولُه: «ويَضَعُها عَلى اليَهودِ والنَّصارَى»، يَحتمِلُ أنْ يكونَ مَعناه: أنَّه تعالَى يَزيدُهم عَذابًا فوْقَ العذابِ لِما كانوا يُفسِدون، ويَخُصُّهم بالعذابِ على سُوءِ أفعالِهم دُونَ المؤمنينَ، وإلَّا فإنَّ اللهَ سُبحانَه لا يَظلِمُ أحدًا ولا يُعذَّبُ عندَه أحدٌ بذَنبِ أَحدٍ؛ فلا تَزِرُ وازرةٌ وِزرَ أُخرى، لكنْ لمَّا أسقَطَ سُبحانَه وتَعالَى عن المسْلِمين سيِّئاتِهم، وأبْقاها سيِّئاتِ الكفَّارِ؛ صاروا في مَعنى مَن حَمِل إثمَ الفريقينِ؛ لِكونِهم حَمَلوا الإثمَ الباقيَ، وهو إثْمُهم.
ويَحتمِلُ أنْ يكونَ المرادُ آثامًا كان للكفَّارِ سَببٌ فيها؛ بأنْ سَنُّوها، فتَسقُطُ عن المسْلِمين بعَفوِ اللهِ تعالَى، سواءٌ كان ذلك قبْلَ دُخولِ النَّارِ، أو بعْدَ دُخولِها والخروجِ منها بالشَّفاعةِ؛ لأنَّ مَن سَنَّ سُنَّةً سَيِّئةً كان عليه مِثلُ وِزرِ كلِّ مَن يَعمَلُ بها. ولعلَّ تَخصيصَ اليهودِ والنَّصارى بالذِّكرِ؛ لاشتهارِهما بمُعاداةِ المسْلِمينَ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها