الموسوعة الحديثية


- مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ يَنْعَمُ لا يَبْأَسُ، لا تَبْلَى ثِيابُهُ ولا يَفْنَى شَبابُهُ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2836 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه مسلم (2836)
الجنَّةُ هي جَزاءُ اللهِ سُبحانه الَّذي أعَدَّه لعِبادِه الطَّائعينَ المؤمنينَ به وبرُسلِه، ونَعيمُ الجَنَّةِ أفضَلُ النَّعيمِ وأدوَمُه، وقدْ ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ في كِتابِه، ورَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سُنَّتِه؛ أنَّ نَعيمَ أهلِ الجَنَّةِ دائمٌ لا يَنقَطِعُ أبدًا، ولا هُم بمُنقَطعينَ عنه بمَوتٍ أو خُروجٍ منه؛ وفي ذلك حَثٌّ عَظيمٌ على أنْ يَجتَهِدَ المُجتَهِدونَ في عِبادةِ رَبِّهم، ولا يَكِلَّ العامِلونَ عن طاعةِ مَولاهم.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ في الآخرةِ برَحمةِ اللهِ، يَعيشُ في نِعمةٍ دائمَةٍ ويَتجدَّدُ نَعيمُه، ولا يَرى فيها بُؤسًا أبدًا، والبأسُ والبؤسُ والبأساءُ بمعنًى واحدٍ، وهو شِدَّةُ الحالِ، فمَن دخَلَ الجنَّةَ لا يَأخُذُه البأسُ والشِّدَّةُ والجُوعُ والعطشُ، ولا يَفقَرُ ولا يَهتَمُّ؛ لأنَّ الجنَّةَ دارُ الثَّباتِ والقَرارِ والنَّعيمِ المُقيمِ.
ثُمَّ بَيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعضَ النَّعيمِ بقَولِه: «لا تَبلَى ثِيابُه»، وهَذا إِخبارٌ بأنَّ ثِيابَ أَهْلِ الجنَّةِ لا تَزالُ جَديدةً، لا يُؤَثِّرُ فيها اللُّبسُ كَثِيابِ الدُّنيا، ولا يَهْرَمُ مَن يَدخُلُها ولا يَشِيخُ ولا يَعجَزُ، بلْ يَظَلُّ شابًّا؛ لأنَّ أهلَ الجنَّةِ على سِنٍّ واحدَةٍ سِنِّ ثَلاثٍ وثَلاثينَ سَنةً، كما في التِّرمذيِّ ومُسنَدِ أحمَدَ، فهُم في نَعيمٍ دائمٍ، لا يَخافونَ المَوتَ، فهي جَنَّةُ الخُلدِ، ولا يَخافونَ الضَّعفَ والهَرَمَ، ولا السَّقَمَ ولا انقِطاعًا لِمَا هُم فيه مِنَ النَّعيمِ.
وفي هذا ما يُشوِّقُ النُّفوسَ إلى الجنَّةِ ويُرغِّبُها فيها، ويَشحَذُ الهِمَمَ للعَملِ لَها.