الموسوعة الحديثية


- أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نهى أنْ يشرَبَ الرَّجلُ مِن فِي السِّقاءِ وأنْ يتنفَّسَ في الإناءِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الصحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 5316
| التخريج : أخرجه ابن ماجه (3421، 3428) مفرقاً، وأخرجه البخاري (5629) دون قوله: "وأن يتنفس في الإناء"
| أحاديث مشابهة
نَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن كلِّ ما يَضُرُّ، أو يُسبِّبُ الضَّررَ، وكلِّ ما يُستَقذَرُ مِن الأفْعالِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَهى أنْ يَشرَبَ الرَّجلُ مِن فَتْحةِ السِّقاءِ، وهي القِرْبةُ المُتَّخَذةُ مِنَ الجِلدِ المَدْبوغِ؛ ليوضَعَ فيها الماءُ، واللَّبنُ، ونَحوُهما، وقيلَ: سَببُ النَّهيِ مَخافةُ دُخولِ شَيءٍ مِن الهوامِّ -كالحيَّاتِ ونَحوِها- معَ الماءِ في السِّقاءِ، فيَدخُلُ فَمَ الشَّاربِ، فيُؤْذيهِ، وقيلَ: لأنَّ الشُّربَ مِن فَمِه يُنْتِنُه، وقيلَ: لأنَّه قدْ يَغلِبُه الماءُ فيَأخُذُ منه أكثرَ مِن حاجَتِه، فيَشرَقُ، أو تَبتَلُّ ثِيابُه.
وقدْ ورَد في بعضِ الأحاديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد شَرِب مِن فَمِ السِّقاءِ، فأُجيبَ عن ذلك: بأنَّ ما ورَد مِن تَعْليلاتِ النَّهيِ غيْرُ مَوجودٍ في حقِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لعِصمَتِه، فأمَّا نَتنُ القِرْبةِ فطِيبُ رِيحِه ونَكهَتِه يَرفَعُ ذلك، وأمَّا العِللُ الأُخْرى فتُرفَعُ أيضًا لرِفقِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في صَبِّ الماءِ، وقيلَ: ما ورَد مِن شُربِه كان مِن قِرْبةٍ مُعلَّقةٍ؛ فتلك الحالةُ الوَحيدةُ الَّتي شَرِب منها مِن فَمِ القِربةِ، فتَكونُ بذلك حالةَ ضَرورةٍ؛ لصُعوبةِ وُجودِ إناءٍ يَصُبُّ فيه، أو مَشقَّةِ ذلك، فلا تُخالِفُ مُطلَقَ النَّهيِ. وقيلَ غيرُ ذلك.
ونَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَتنفَّسَ الشَّاربُ في الإناءِ؛ وهذا لئلَّا يَستَقذِرَه غيرُه، فَتَمتَنِعَ نفْسُه عنِ الشُّربِ مِن هذا الإناءِ، وحتَّى لا يَتغيَّرَ الإناءُ بكَثرةِ التَّنفُّسِ فيه.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها