الموسوعة الحديثية


- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أُتيَ بأسيرٍ فقالَ : اللَّهمَّ إنِّي أتوبُ إليكَ ولا أتوبُ إلى محمَّدٍ . فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : عرفَ الحقَّ لأهلِهِ
الراوي : الأسود بن سريع | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير | الصفحة أو الرقم : 1/417 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (15587)، الطبراني في ((المعجم الكبير)) (1/ 286) (840)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4111)، والدينوري في ((المجالسة وجواهر العلم)) (562) جميعهم بلفظه.
بابُ التَّوبةِ إلى اللهِ تعالَى مَفْتوحٌ أمامَ كلِّ عاصٍ، ولا يُغلِقُه اللهُ في وَجْهِ مَن شَهِد له بالوَحْدانيَّةِ، مهْما بلَغَت ذُنوبُه.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي الأسوَدُ بنُ سَريعٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتيَ بأسيرٍ كان قدْ أُخِذَ في أحَدِ الحُروبِ، فلمَّا مثُلَ الأسيرُ بيْنَ يَدَيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «اللَّهمَّ إنِّي أتوبُ إليكَ، ولا أتوبُ إلى محمَّدٍ»، فتاب إلى اللهِ سُبحانَه مِن ذُنوبِه، وأقرَّ بأنَّ اللهَ تعالَى هو التَّوَّابُ، وأنَّه هو الَّذي يَقبَلُ التَّوبةَ منَ العِبادِ، وليْس أحدٌ مِن العِبادِ، حتَّى ولو كان النَّبيَّ محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقرَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على هذا الفَهمِ، وقال: «عرَفَ الحقَّ لأهْلِه»، أي:عرَف الأسيرُ أنَّ اللهَ هو أهْلُ التَّوبةِ، وهو مَن يَستحِقُّ الرُّجوعَ إليه، وهذا مِن حُسنِ نُطقِه ولَطافَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، واعْتِرافِه بالحقِّ لمَن قاله، حتَّى ولو كان مُذنِبًا، وتَمامُ الرِّوايةِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أطلَقَ سَراحَه، وأنعَمَ عليه بفَكِّ أسْرِه، وهذا يدُلُّ على قَبولِ تَوبةِ المُذنِبِ إذا صدَق فيها.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها