الموسوعة الحديثية


- أنَّهُ مَرَّ على عَبدِ الرَّحمنِ بنِ سَمُرةَ وهو على نَهَرِ أُمِّ عَبدِ اللهِ يَسيلُ الماءُ، مع غِلمَتِهِ وَمَواليهِ، فقالَ له عَمَّارٌ: يا أبا سَعيدٍ: الجُمُعَةَ. فقالَ له عَبدُ الرَّحمنِ بنُ سَمُرةَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، كانَ يَقولُ: إذا كانَ يَومُ مَطَرٍ وابِلٍ، فَلْيُصَلِّ أحَدُكم في رَحْلِهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
الراوي : عبدالرحمن بن سمرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 20620
| التخريج : أخرجه عبدالله بن أحمد وجادة عن أبيه في ((المسند)) (20620) واللفظ له، وابن خزيمة (1862)، والحاكم (1084)
التصنيف الموضوعي: صلاة الجماعة والإمامة - الرخصة في ترك الجماعة في المطر إحسان - الأخذ بالرخصة إيمان - الدين يسر جمعة - من تصح منه الجمعة ولا تجب عليه
|أصول الحديث
شَريعةُ الإسْلامِ شَريعةٌ سَمْحةٌ مُيسَّرةٌ، ومِن مَظاهرِ ذلك: أنَّه مع أهمِّيَّةِ صَلاةِ الجَماعةِ في المَسجدِ إلَّا أنَّها راعَتْ ظُروفَ النَّاسِ في بَعضِ الأوقاتِ الحَرِجةِ الَّتي يكونُ الذَّهابُ فيها إلى المَسجِدِ صَعبًا؛ مِثلُ وُجودِ رِيحٍ، أو مطَرٍ، أو خَوفٍ، أو غَيرِ ذلك.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ عَمَّارُ بنُ أبي عَمَّارٍ مَوْلى بَني هاشمٍ أنَّه مرَّ على عبدِ الرَّحمنِ بنِ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أميرِ البَصْرةِ في أيَّامِ خِلافةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه وهو واقِفٌ مع خَدَمِه وأتْباعِه على نَهرِ أُمِّ عبدِ اللهِ، وهو نَهرٌ بالبَصْرةِ مَنْسوبٌ إلى أُمِّ عبدِ اللهِ بنِ عامرِ بنِ كُرَيزٍ، وكان ماءُ المَطرِ يَسيلُ، فقال عَمَّارٌ لعبدِ الرَّحمنِ بنِ سَمُرةَ: «يا أبا سَعيدٍ، الجُمُعةَ»، أي: هيَّا نُصلِّي صَلاةَ الجُمُعةَ؛ فقدْ دخَل وقْتُها، فأخبَرَه عبدُ الرَّحمنِ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يقولُ: «إذا كان يومُ مَطرٍ وابلٍ»، أي: شَديدٍ، فلْيُصَلِّ كلُّ إنسانٍ في مَكانِه ومَنزِلِه، ولا يَخرُجُ إلى المَسجِدِ، وهذه رُخصةٌ في ذلك.
وفي الصَّحيحَينِ: أنَّ ابنَ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما قال لمُؤذِّنِه في يومٍ مَطيرٍ: «إذا قُلتَ: أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ، فلا تقُلْ: حَيَّ على الصَّلاةِ، قُلْ: صَلُّوا في بُيوتِكم. فكأنَّ النَّاسَ استَنْكَروا، قال: فعَلَه مَن هو خيْرٌ مِنِّي، إنَّ الجُمُعةَ عَزْمةٌ، وإنِّي كرِهْتُ أنْ أُحْرِجَكم، فتَمْشُونَ في الطِّينِ والدَّحْضِ»، يُريدُ أنَّ الحرَجَ مَدفوعٌ في الدِّينِ، وفي حُضورِهم في المطَرِ حَرجٌ؛ فالأحسَنُ إعْلامُهم بأنَّ الحرَجَ مَدفوعٌ عنهم بمِثلِ هذه المُناداةِ، ولوْلا هذا الإعْلامُ لَحَضَروا.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها