الموسوعة الحديثية


- مَنْ رمانا باللَّيلِ فليس مِنَّا.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 8270
| التخريج : أخرجه أحمد (8270)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (1327)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (9340)
التصنيف الموضوعي: إيمان - أعمال تنافي الإيمان إيمان - سباب المسلم فسوق وقتاله كفر جهاد - النهي عن قتال المسلم
|أصول الحديث
أمَرَ الشَّرعُ المُطهَّرُ بحِفظِ الأمْنِ والأمانِ بيْن النَّاسِ، وحذَّرَ مِن إشاعةِ الخَوفِ والذُّعرِ بيْنَهم بأيَّةِ وَسيلةٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن رَمَى المُسلِمينَ بالسِّهامِ والنِّبالِ باللَّيلِ فليس مِنْهم، أي: ليس على طَريقَتِهم وسُنَّتِهم وهَدْيِهم؛ لارتِكابِه مَعْصيةً، وأمَّا إذا استَحلَّ هذا الفِعلَ، فتُحمَلُ هذه الكَلمةُ على ظاهرِها، فيكون معناها أنَّه يخرُجُ مِن الإسْلامِ، وهذا كلُّه للزَّجرِ والتَّغْليظِ عن مِثلِ هذا الفِعلِ؛ لأنَّ مَن رَمَى بالسِّهامِ على المؤمِنينَ باللَّيلِ؛ فقدْ حارَبَ أهلَ الإيمانِ، وحَرْبُهم آيةُ الكُفرانِ والضَّلالِ، وإنْ كان الحُكمُ كذلك بالنَّهارِ، ولكنَّ الرَّميَ باللَّيلِ أشَدُّ قُبحًا ونِكايةً؛ لأنَّه يَأْتي على غَفْلةٍ، ولأنَّه يُروِّعُ النَّائمَ، ويُقلِقُ اليَقْظانَ، وقدْ يُصيبُ به مَن لا ذَنْبَ له.
وقيلَ: المَعنى: مَن فَعَل ذلك فليس على مِنْهاجِنا؛ لأنَّ مِن حقِّ المُسلِمِ على المُسلِمِ أنْ يَنصُرَه، ويُقاتِلَ دُونَه، لا أنْ يُخوِّفَه، وضَميرُ المُتكلِّمِ في المَوضِعَينِ لأهلِ الإيمانِ، وسَببُه أنَّ قومًا مِن المُنافِقينَ كانوا يَرْمونَ بُيوتَ بَعضِ المؤمِنينَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، ويَشمَلُ هذا التَّهديدُ كلَّ مَن فعَلَه مِن المُسلِمينَ بأحدٍ منهم لعَداوةٍ، واحتِقارٍ، ومُزاحٍ؛ لمَا فيه مِن التَّفْزيعِ والتَّرْويعِ.
قيلَ: ويَدخُلُ في حُكمِ هذا الحَديثِ الَّذين يُرهِبونَ، ويُروِّعونَ، ويُخيفونَ جِيرانَهم، وإخْوانَهم بالألْعابِ النَّاريَّةِ ونَحْوِها في المُناسَباتِ وغَيرِها.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها