الموسوعة الحديثية


- قالَ: عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: قَامَ فِينَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقَامًا، فأخْبَرَنَا عن بَدْءِ الخَلْقِ، حتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ، وأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذلكَ مَن حَفِظَهُ، ونَسِيَهُ مَن نَسِيَهُ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم : 3191 | خلاصة حكم المحدث : [معلق]
لم يَترُكِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيئًا يَقومُ به صَلاحُ أُمَّتِه ويَنفَعُهم في دُنياهُم وأُخراهم؛ إلَّا أخبَرَهم به، وقد أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن بِدايةِ الخَلقِ ونِهايَتِه، حتَّى نَستَشعِرَ عَظَمَتَه سُبحانَه.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قامَ في النَّاسِ مَقَامًا، فخَطَبَ فيهم، وفي حَديثِ أبي زَيدٍ الأنصاريِّ رَضيَ اللهُ عنه عِندَ مُسلِمٍ قال: «صَلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الفَجرَ، وصَعِدَ المِنبَرَ، فخَطَبَنا حتَّى حَضَرَتِ الظُّهرُ، فنَزَلَ فصلَّى، ثمَّ صَعِدَ المِنبَرَ، فخَطَبَنا حتَّى حَضَرَتِ العَصرُ، ثمَّ نَزَلَ فصَلَّى، ثمَّ صَعِدَ المِنبَرَ، فخَطَبَنا حتَّى غَرَبَتِ الشَّمسُ، فأخبَرَنا بما كان، وبما هو كائِنٌ»، فبَيَّنَ في هذا المَقامِ المَذكورِ ما كانَ وما يَكونُ، زَمانًا ومَكانًا، وكان على المِنبَرِ مِن أوَّلِ النَّهارِ إلى أنْ غابَتِ الشَّمسُ، فأخبَرَهم عن بَدْءِ الخَلقِ، وعن أوَّلِ شَيءٍ خَلَقَه اللهُ سُبحانَه، وكيف خَلَقَ اللهُ سُبحانَه الخَلقَ، وأخبَرَهم عن كُلِّ شَيءٍ وَقَعَ أو سيَقَعُ ممَّا يَجري عليهم مِنَ الخَيرِ والشَّرِّ، حتَّى إنَّه أخبَرَهم بكُلِّ شَيءٍ سيَحدُثُ يَومَ القيامةِ، حتَّى يَدخُلَ أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، وهُمُ المُؤمِنونَ المُوحِّدونَ، وبَيَّنَ دَرَجاتِهم فيها، وحتَّى يَدخُلَ أهلُ النَّارِ النَّارَ، وهُمُ العُصاةُ والكافِرونَ، وبَيَّنَ دَرَجاتِهم مِنَ العَذابِ فيها، ودَلَّ ذلك على أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ بجَميعِ أحوالِ المَخلوقاتِ مُنذُ ابتَدَأتْ، إلى أنْ تَفْنى، إلى أنْ تُبعَثَ، ولكِنْ حَفِظَ ذلكَ مَن حَفِظَه، ونَسِيَه مَن نَسِيَه، فكان أعلَمُ الناسِ مِنَ الصَّحابةِ بهذه الأُمورِ أكثَرَهم حِفظًا لتلكَ الخُطبةِ.
وفي الحَديثِ: عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبُوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإخبارُه بالغَيبيَّاتِ.
وفيه: أنَّ الجَنَّةَ والنَّارَ مَنازِلُ ودَرَجاتٌ.