الموسوعة الحديثية


- أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ، مرَّ بعبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ بنِ أبي رَبيعَةَ وهو يُصَلِّي مَضفورَ الرَّأْسِ، مَعقودًا مِن وَرائِه، فوقَفَ عليه، فلم يَبرَحْ يَحُلُّ عُقَدَ رَأْسِه، فأقَرَّ له عبدُ اللهِ بنُ الحارِثِ حتى فرَغَ مِن حَلِّه، ثم جلَسَ، فلمَّا فرَغَ ابنُ الحارِثِ مِن الصَّلاةِ، أتاه، فقال: عَلامَ صنَعتَ بِرَأْسي ما صنَعتَ آنِفًا؟ قال: إنِّي سمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: مَثَلُ الَّذي يُصَلِّي ورَأسُه مَعقودٌ مِن وَرائِهِ؛ كمَثَلِ الَّذي يُصَلِّي مَكتوفًا.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 2902 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه أحمد (2902) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8666)
هذا الحَديثُ يُوضِّحُ جانِبًا مِنَ النَّواهِي النَّبويَّةِ عن بَعضِ الهَيئاتِ التي في الصَّلاةِ؛ وفيه أنَّ عَبدَ اللهِ بنَ عبَّاسٍ -وهو حَبْرُ الأُمَّةِ- رأى عَبدَ اللهِ بنَ الحارِثِ بنِ أبي رَبيعةَ وهو يُصَلِّي مَضفورَ الرَّأْسِ، مَعقودًا مِن وَرائِه، أيْ: وشَعرُه مَلفُوفٌ ومَربُوطٌ مِن وَرائِه في وَسَطِ رَأْسِه، فقامَ عَبدُ اللهِ بنُ عَبَّاسٍ خَلفَ عَبدِ اللهِ بنِ الحارِثِ وهو يُصَلِّي، وبَدَأ يَحُلُّ شَعرَه المَربوطَ خَلفَ رَأْسِه، "فأقَرَّ له عَبدُ اللهِ بنُ الحارِثِ حتى فَرَغَ مِن حَلِّه، ثم جَلَسَ" والمَعنى: أنَّ عَبدَ اللهِ بَقيَ مُستَقِرًّا في صَلاتِه، ولم يَقطَعْها، وابنُ عبَّاسٍ يَحُلُّ له شَعرَه، حتى فَرَغَ منه ثم جَلَسَ ابنُ عبَّاسٍ، فلَمَّا انصَرَفَ عَبدُ اللهِ بنُ الحارِثِ وانتَهى مِن صَلاتِه، أقبَلَ إلى ابنِ عبَّاسٍ، فقال: "عَلامَ صَنَعتَ برَأْسي ما صَنَعتَ آنِفًا؟" وكَأنَّه استَنكَرَ هذا الفِعلَ مِنَ ابنِ عبَّاسٍ، فاستَفسَرَ عنه، فقال ابنُ عبَّاسٍ: إنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: "مَثَلُ الذي يُصَلِّي ورَأْسُه مَعقودٌ مِن وَرائِه؛ كمَثَلِ الذي يُصَلِّي مَكتُوفًا"، أيْ أنَّ الذي يُصَلِّي وشَعرُه مَربوطٌ مِثلُ الذي يُصَلِّي ويَداه مَربوطَتانِ ومَشدودَتانِ إلى كَتِفِه؛ وذلك لِأنَّ الشَّعرَ الطَّويلَ يَسجُدُ مع الرَّأْسِ؛ فيأخُذُ صاحِبُه أجْرَ سُجودِه.وفي الحَديثِ: الزَّجرُ عن رَبطِ الشَّعرِ الطَّويلِ عِندَ الصَّلاةِ. وفيه: بَيانُ قيامِ العالِمِ بالأمْرِ بالمَعرُوفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ بيَدِه.