الموسوعة الحديثية


- خطَبَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ بِعَرَفاتٍ، فقالَ: لا يَزالُ هذا الأمْرُ عَزيزًا مَنيعًا ظاهِرًا على مَن ناوَأهُ، حتى يَملِكَ اثنا عَشَرَ كُلُّهُم.. قالَ: فلم أفْهَمْ ما بَعدُ، قالَ: فقُلتُ لأبي: ما بَعدَ كُلُّهم؟ قالَ: كُلُّهم مِن قُرَيشٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 20880
| التخريج : أخرجه أحمد (20880) واللفظ له، والبزار (4284)، والطبراني (2/196) (1795)
التصنيف الموضوعي: حج - الخطبة يوم عرفة اعتصام بالسنة - لا تزال طائفة ظاهرين على الحق فتن - ظهور الفتن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
|أصول الحديث
جَعَلَ اللهُ عِزَّ المُسلِمينَ ورِفعَتَهم في تَمَسُّكِهم بهذا الدِّينِ، وتأيِيدِ اللهِ لهم بالخُلَفاءِ الصَّالِحينَ المُصلِحينَ الذين يَقومونَ عليهِ، ويَعرِفونَ واجباتِهم نَحوَه، فإذا ذَهَبَ ذلك وَقَعتِ الفِتَنُ بالمُسلِمينَ.وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ جابِرُ بنُ سَمُرةَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَهم بعَرَفاتٍ، والمُرادُ به: جَبَلُ عَرَفةَ، والوُقوفُ به أحَدُ أركانِ الحَجِّ ومَناسِكِه، فكان مِمَّا قال في خُطبَتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا يَزالُ هذا الأمْرُ" والمُرادُ به: دِينُ الإسلامِ، "عَزيزًا مَنيعًا ظاهِرًا على مَن ناوأه" أي: لا يَزالُ قائِمًا على الصَّوابِ والحَقِّ وحاميًا لِأتباعِه ومُريديه، ولا يَقدِرُ أعداؤُه عليه، "حتى يَملِكَ اثنا عَشَرَ"، أي: حتى يَكونَ على الناسِ مُتَوَلِّيًا اثنا عَشَرَ خَلِيفةً، كُلُّهم مِن قُرَيشٍ، والمُرادُ: العَادِلونَ مِنَ الخُلَفاءِ، وقد مَضَى بَعضُهم في الأُمَّةِ، وسَيَكتَمِلُ عَدَدُهم إلى قيامِ الساعةِ. وقيل: إنَّ مَعناه أنَّهم يَكونونَ في عَصرٍ واحِدٍ، يَتبَعُ كُلَّ واحِدٍ منهم طائِفةٌ، ويَحتَمِلُ أنَّ المُرادَ مَن يَعِزُّ الإسلامُ في زَمَنِه، ويَجتَمِعُ المُسلِمونَ عليه. وقيلَ: الأولى حملُه على حقيقةِ البعديَّةِ؛ فإنَّ جميعَ مَن وَليَ الخِلافةَ مِن الصِّدِّيقِ إلى عُمرَ بنِ عبدِ العزيزِ أربعةَ عشَرَ نفْسًا، منهم اثنان لم تَصحَّ ولايتُهما ولم تَطُلْ مُدَّتُهما، وهما: معاويةُ بنُ يزيدَ، ومَرْوانُ بنُ الحَكَمِ، والباقون اثنا عشَرَ نفْسًا على الولاءِ كما أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانت وفاةُ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ سنةَ إحدى ومئةٍ، وتغيَّرَتِ الأحوالُ بعْدَه، وانقضى القرنُ الأوَّلُ الذي هو خَيرُ القُرونِ. ولا يَقدَحُ في ذلك قولُه: "يَجتمِعُ عليهم النَّاسُ"؛ لأنَّه يُحمَلُ على الأكثرِ الأغلَبِ، وكانت الأمورُ في غالبِ أزمنةِ هؤلاء الاثنَيْ عشَرَ مُنتظِمةً، وإنْ وُجِد في بعضِ مدَّتِهم خِلافُ ذلك فهو بالنِّسبةِ إلى الاستقامةِ نادرٌ.ولم يَفهَمْ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عنه باقيَ ما قالَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَعَلَّ سَبَبَ خَفاءِ ذلك عَن جابِرٍ ما حَصَلَ مِن تَكبيرِ النَّاسِ وضَجيجِهم، فسألَ أباه عن تَمامِ كَلِمةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ سَمُرةُ رَضيَ اللهُ عنه: "كُلُّهم مِن قُرَيشٍ" أيْ أنَّ هؤلاء الأُمَراءَ كُلَّهم مِن قُرَيشٍ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها