الموسوعة الحديثية


- خَرَجْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في ثَمانَ عَشْرةَ مَضَتْ من رَمَضانَ، فصامَ صائِمون، وأفطَرَ مُفطِرون، فلم يَعِبْ هؤلاءِ على هؤلاءِ، ولا هؤلاءِ على هؤلاءِ. قال شُعْبةُ: حدَّثَني بهذا الحَديثِ أربَعةٌ أحَدُهم قَتادةُ، وهذا حَديثُ قَتادةَ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 11870 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم | التخريج : أخرجه مسلم (1116) باختلاف يسير
شُرِعَتِ الرُّخَصُ في العِباداتِ لِمَن لا يَقدِرُ ولا يَقوَى على الأخْذِ بالعَزيمةِ؛ رَحمةً مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ ورِفقًا بعِبادِه، فلا يُنقَصُ مِن قَدْرِ مَن آتاها، ولا يُعابُ بها. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ الصَّحابةَ رَضِيَ اللهُ عنهم خَرَجوا مُسافِرينَ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في ثَمانَ عَشْرةَ لَيلةٍ مَضَتْ مِن شَهرِ رَمَضانَ، فصامَ بَعضُ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم الذين يَقوَوْنَ على الصَّومِ ولا يُضعِفُهمُ، آخِذينَ بالعَزيمةِ، وأفطَرَ البَعضُ الآخَرُ، آخِذينَ برُخصةِ الفِطرِ لِلمُسافِرِ، كما في قَولِ اللهِ تَعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معهم، ومُقِرٌّ لهم على تلك الحالِ.ثم أخبَرَ أبو سَعيدٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّهم لم يَكُنْ يَتمايَزُ بَعضُهم على بَعضٍ، ولم يَكُنْ يُفاضَلُ بيْن الصَّائمِ والمُفطِرِ فيما بيْنهم؛ فالكُلُّ في سَماحةٍ يَتراحَمُ بَعضُهم مع بَعضٍ. ويُجمَعُ بيْن هذا الحديثِ وحديثِ الصَّحيحَيْنِ: "ليس مِنَ البِرِّ الصِّيامُ في السَّفرِ" أنَّه مَحمولٌ على ما إذا لم يَقْوَ المُسافِرُ على الصَّومِ، وأورَثَ صَومُه ضَعفًا أو مَرَضًا، فليَأْخُذْ بالرُّخصةِ ويُفطِرْ، وليس فيه تَأثيمٌ لِلصَّومِ في السَّفَرِ.وفي الحَديثِ: تَفاوُتُ الناسِ في أعمالِ الطاعةِ حَسَبَ قُدراتِهم وطاقَاتِهم، دُونَ تَقصيرٍ في الواجِباتِ.