الموسوعة الحديثية


- عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ أنه كان يُصلِّي العشاءَ الآخرةَ في مسجد رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم يُوترُ بواحدةٍ لا يزيدُ عليها فيقال له أُتوترُ بواحدةٍ لا تزيدُ عليها يا أبا إسحاقَ فيقول نعم إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ الذي لا ينامُ حتى يُوترَ حازمٌ
الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 5/243 | خلاصة حكم المحدث : صحيح له شواهد
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَرِّضُ ويُرغِّبُ في أنْ تَكونَ آخِرُ صَلاةِ المَرءِ وِترًا.وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ مُحمدُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ عَبدِ اللهِ بنِ الحُصَينِ، أنَّ سَعدَ بنَ أبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه كان يُصَلِّي العِشاءَ الآخِرةَ، وهي صَلاةُ العِشاءِ، وتُسَمَّى بالآخِرةِ؛ لِأنَّهم كانوا يُسَمُّونَ صَلاةَ المَغرِبِ العِشاءَ الأُولى؛ لِأنَّ كِلتَيْهما تُصَلَّى وَقتَ العَشيِّ، وهو دُخولُ الظَّلامِ، وكان يَفعَلُ ذلك في مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وبَعدَ أنْ يُصَلِّيَ الفَريضةَ والسُّنَنَ الرَّاتِبةَ، يَختِمُ صَلاتَه برَكعةٍ واحِدةٍ يُوتِرُ بها، ولا يَزيدُ عليها، وهذا أقَلُّ الرَّكعاتِ التي يُوتِرُ بها الإنسانُ، فكانَ يُقالُ له: أتُوتِرُ بواحِدةٍ لا تَزيدُ عليها يا أبا إسحاقَ؟! وكأنَّ السائِلينَ يَستَفهِمونَ منه عن سَبَبِ صَلاتِه رَكعةً واحِدةً لِلوِترِ، أو أنَّهم يَستَقِلُّونَها؛ لِأنَّ المَعهودَ في وِترِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه كان يُوتِرُ بثَلاثٍ أو خَمسٍ، ويَزيدُ إلى ما شاءَ اللهُ، فأوضَحَ لهم سَعدٌ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ فِعلَه هذا مُطابِقٌ لِمَا سَمِعَه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حيث قال: "الذي لا يَنامُ حتى يُوتِرَ حازِمٌ"، أيْ: أخَذَ بالحَزمِ، فصَلَّى قَبلَ النَّومِ؛ حَذَرًا مِنَ الغَفلةِ وعَدَمِ الاستيقاظِ، وهذا وَجهٌ جائِزٌ، لا شَيءَ فيه، فبَيَّنَ لهم سَعدٌ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ الأصلَ في العِبادةِ دَوامُها وإنْ قَلَّتْ؛ فإنَّ الإنسانَ إذا اجتَهَدَ في العِبادةِ وتَكَلَّفها، يَكادُ أنْ يَنقَطِعَ عنها، على عَكسِ الذي يُقَلِّلُها لِيُداوِمَ عليها، وأيضًا هو بَيانٌ لِأقَلِّ الوِترِ، وهو رَكعةٌ واحِدةٌ.