الموسوعة الحديثية


- عن النعمانِ بنِ بشير، أنه قال : أنذرتُكمُ النارَ، أنذرتُكمُ النارَ، أنذرتُكمُ النارَ، فما زال يقولها، حتى لو كان في مقامي هذا سمِعهُ أهلُ السوقِ، وحتى سقطتْ خميصةٌ كانت عليهِ عندَ رجلَيهِ .
الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : الألباني | المصدر : هداية الرواة | الصفحة أو الرقم : 5615 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَذِّرُ أصحابَه مِنَ النارِ وهَولِها؛ حتى يَعمَلوا ويَدعوا اللهَ أنْ يُنجِّيَهم مِن عَذابِها. وفي هذا الحَديثِ يَروي النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "أنذَرتُكمُ النارَ، أنذَرتُكمُ النارَ، أنذَرتُكمُ النارَ" والمَعنى: إنَّني أخبَرتُكم بوُجودِها، وأخبَرتُكم بشِدَّتِها، وخَوَّفتُكم بأنواعِ عُقوبَتِها، وأعلَمتُكم بما تُتَّقى به، والتَّكرارُ لِلجُملةِ لِبَيانِ شِدَّةِ التَّحذيرِ والتَّخويفِ منها، قال النُّعمانُ رَضيَ اللهُ عنه: "فما زالَ يَقولُها"، أي: فما زالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكرِّرُ الكَلِمةَ المَذكورةَ ويَرفَعُ بها صَوتَه ويَمُدُّه ويَتحرَّكُ، "حتى لو كانَ في مَقامي هذا" وهو المَقامُ الذي كانَ يُحدِّثُ فيه النُّعمانُ هذا الحَديثَ، "سَمِعَه أهلُ السُّوقِ" وهو إشارةٌ إلى مَكانٍ يَبعُدُ عن مَقامِه الذي يأخُذونَ فيه الحَديثَ، والمُرادُ أنَّه: لَسَمِعَ أهلُ السُّوقِ صَوتَه؛ لِأنَّه بالَغَ في رَفعِ الصَّوتِ؛ مُخوِّفًا أصحابَه مِنَ النارِ، "وحتى سَقَطتْ خَميصةٌ" وهي نَوعُ ثَوبٍ أسوَدَ مُربِعٍ، فيه خُطوطٌ، "كانتْ عليه" فَوقَ كَتِفَيْه تُغطِّي جَسَدَه، ولكِنَّها سَقَطتْ "عِندَ رِجلَيْه" وسُقوطُ ثيابِه مِن فَوقِ كَتِفَيْه إلى أسفَلِ قَدَمَيْه يَدُلُّ على شِدَّةِ غَضَبِه، أو خَشيَتِه وخَوفِه. وفي الحَديثِ: التَّخويفُ مِنَ النارِ وعَذابِها. وفيه: خَوفُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه وحِرصُه على نَجاتِها.