الموسوعة الحديثية


- لا يُؤمنُ العبدُ الإيمانَ كلَّهُ حتَّى يتركَ الكَذبَ في المِزاحةِ ، والمِراءَ وإنْ كان صِدْقًا
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 2939 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره | التخريج : أخرجه أحمد (8630)، وابن أبي الدنيا في ((مكارم الأخلاق)) (138)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (5103) باختلاف يسير
الصِّدقُ والإخلاصُ وحُسْنُ الخُلُقِ يَرْقَى بِصاحِبِه إلى أَعْلى المَراتِبِ في الدُّنْيا والآخِرةِ، وفي هذا يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ: "لا يُؤمِنُ العَبْدُ الإيمانَ كلَّه حتى يَتْرُكَ الكَذِبَ"، والكَذِبُ هو: الإخْبارُ بِخِلافِ الواقِعِ، الكَذِبُ عاقِبتُه وَخِيمةٌ؛ فعلَى المُسلِمِ أنْ يَتجنَّبَه حتى "في المُزاحَةِ"، وهذا مِن الإرْشادِ إلى التَّورُّعِ عن الكَذِبِ حتى في المُمازَحةِ والمُلاطَفةِ والضَّحِكِ مع النَّاسِ؛ لأنَّه يُمْكِنُ أنْ يُلاطِفَ الشَّخصُ غَيرَه ويُمازِحَه بالصِّدْقِ؛ لأنَّ مَن يَحْفَظُ لِسانَه مِن كلِّ الكَذِبِ ابْتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ هو ذو مَرْتَبةٍ عالِيةٍ في الأخْلاقِ الحَميدةِ، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ يُداعِبُ أصْحابَه ويُمازِحُهم، ولكنْ كلُّ ما وَرَدَ عنه مِن المُزاحِ إنَّما هو مِن قَبيلِ خَفْضِ الجَناحِ للمُؤمِنينَ، وبَسْطِ الوَجْهِ، وطَلَبِ التَّودُّدِ معَهم، دُون أنْ يُسْقِطَ الهَيْبةَ والوَقارَ. كمَا أنَّ مِن عَلاماتِ الإيمانِ أنْ يَتْرُكَ الشَّخْصُ "المِراءَ وإنْ كان صِدْقًا"، والمِراءُ هو: الجِدالُ والخِصامُ؛ والأَمْرُ بتَرْكِه لأنَّه ذَريعَةٌ إلى إثارةِ كلِّ شرٍّ؛ فلا يَنْبَغي الخَوْضُ فيه إلَّا بالقَدْرِ الذي لا بُدَّ منه، ويَكونُ بِالآدابِ التي شَرَعَها الإسْلامُ في ذلك.