الموسوعة الحديثية


- جلَس ابنُ مسعودٍ وعبدُ اللهِ بنُ قَيسٍ في ناحيةٍ مِنَ المسجِدِ الأيمَنِ، فقال ابنُ مسعودٍ: حدِّثْنا يا أبا موسى، حدِّثْنا عنِ الأيَّامِ التي سمِعْتَ مِن رسولِ اللهِ عليه السَّلامُ تكونُ بيْنَ يَدَيِ السَّاعةِ، فقال أبو موسى: سمِعْتُ رسولَ اللهِ عليه السَّلامُ يقولُ: يأتي عليكم أيَّامٌ يُقبَضُ فيهِنَّ العِلمُ، وينزِلُ فيهِنَّ الجَهلُ، ويكثُرُ فيهِنَّ الهَرْجُ، فقال ابنُ مسعودٍ: وما الهَرْجُ؟ قال: هو القَتلُ بالحَبَشيَّةِ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو موسى | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج مشكل الآثار | الصفحة أو الرقم : 317
| التخريج : أخرجه الطحاوي في ((شرح المشكل)) (317) بلفظه، والبخاري (7064)، ومسلم (2672) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - كثرة الهرج علم - قبض العلم وفشو الجهل
|أصول الحديث
حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ أُمَّتَه مِن الفِتَنِ والخَوْضِ فيها بالقَوْلِ أو الفِعْلِ، وبَيَّنَ أنَّ الفِتَنَ ستَكثُرُ بعْدَه، وأنَّ على المُسْلمِ أنْ يُوطِّنَ نفْسَه بَعيدًا عنها مع الاعْتِصامِ بما أَمَرَ به اللهُ ورَسولُه. وهذا الحَديثُ يُوضِّحُ حِرْصَ الصَّحابةِ على مَعرفةِ ذلك وتحْذيرِ النَّاسِ منه؛ فيَرْوي التَّابِعيُّ الجَليلُ أبو وائلٍ شَقيقُ بنُ سَلَمةَ الأَسَدىُّ: أنَّ الصَّحابيَينِ الجَليلَينِ عبْدَ الله بنَ مَسْعودٍ، وعبدَ اللهِ بنَ قَيْسٍ وهو أبو مُوسَى الأشْعَريُّ رَضِيَ اللهُ عنهما "في ناحِيَةٍ مِن المَسْجِدِ الأيْمنِ" مِن مَسجِدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ "، فقال ابنُ مَسْعودٍ: حَدِّثْنا يا أبا مُوسَى، حَدِّثْنا عن الأيَّامِ التي سَمِعْتَ مِن رَسولِ اللهِ عليْه السَّلامُ تكونُ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعةِ"، فطلَبَ عبدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ مِن أبي موسَى أنْ يُحدِّثَه عن العَلاماتِ والأحْوالِ التي تَحْدُثُ قبْلَ يومِ القِيامةِ، فقالَ أبو موسى رَضِيَ اللهُ عنه: "سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ عليْه السَّلامُ يَقولُ: يأْتي عليْكم أيَّامٌ يُقْبَضُ فيهنَّ العِلْمُ"، وذلك بمَوتِ العُلَماءِ، "ويَنزِلُ فيهنَّ الجَهْلُ"، حيثُ لا عِلْمَ ولا عُلَماءَ، فيَتَّخِذُ النَّاسُ رُؤوسًا جُهَّالًا، فيَزيدون النَّاسَ جَهْلًا؛ وذَكَرَ هذا المعْنى لزِيادَةِ التَّأْكيدِ والإيضاحِ، وإلَّا فظُهورُ الجَهْلِ مِن لَوازِمِ قَبْضِ العِلْمِ، "ويَكْثُرُ فيهنَّ الهَرْجُ، فقالَ ابنُ مَسْعودٍ: وما الهَرْجُ؟ قالَ: هو القَتْلُ بالحَبَشِيَّةِ"، فيَكْثُرُ القَتْلُ باسْتِباحةِ الدِّماءِ، والمَقْصودُ هو: أنْ يَقتُلَ المُسْلِمونَ بعْضُهم بعْضًا دُون مُراعاةٍ لحُرْمةِ دَمٍ، أو دِينٍ، أو قَرابةٍ. وفي الحديثِ: الحثُّ على تعلُّمِ العِلْمِ؛ فإنَّه لا يُرفَعُ إلَّا بقَبْضِ العُلَماءِ. وفيه: أنَّ مِن علاماتِ السَّاعةِ رَفْعَ العِلْمِ الشَّرْعيِّ، وقِلَّةَ وُجودِه. وفيه: أنَّ مِن علاماتِ السَّاعةِ انتِشارَ القَتْلِ وسَفْكِ الدِّماءِ كنَتيجةٍ حتْميَّةٍ لكَثرةِ الفِتَنِ وانْتشارِ الجَهْلِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها