مؤسسة الدرر السنية
  • الرئيسة
  • التعريف بالموقع
    • التعريف بالمؤسسة
    • سجل زوار المؤسسة
    • لماذا الدرر السنية؟
    • أقسام الموقع
    • الدرر السنية في وسائل الإعلام
  • الموسوعات
    • موسوعة التفسير
    • الموسوعة الحديثية
    • الموسوعة العقدية
    • موسوعة الأديان
    • موسوعة الفرق
    • المذاهب الفكرية
    • الموسوعة الفقهية
    • الأحاديث المنتشرة
    • موسوعة الأخلاق
    • الموسوعة التاريخية
  • الصفحات المتجددة
    • مقالات وبحوث
    • نفائس الموسوعات
    • قراءة في كتاب
    • شارك معنا
  • صفحات متنوعة
    • إصداراتنا
    • مداد المشرف
    • تطبيقات الجوال
    • الأرشيف
    • راسلنا
  • معلمة الدرر
  • Dorar - English
الدرر السنية

المشرف العام/

الشيخ علوي بن عبدالقادر السقاف
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
لجنة الإشراف العلمي منهج العمل في الموسوعات
المتجر التعريف بالموقع مداد المشرف
لجنة الإشراف العلمي

تقوم اللجنة باعتماد منهجيات الموسوعات وقراءة
بعض مواد الموسوعات للتأكد من تطبيق المنهجية

الشيخ هتلان بن علي الهتلان

قاضي بمحكمة الاستئناف بالدمام

الشيخ أسامة بن حسن الرتوعي

المستشار العلمي بمؤسسة الدرر السنية

الشيخ الدكتور حسن بن علي البار

عضو الهيئة التعليمية بالكلية التقنية

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

الأستاذ بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

منهج العمل في الموسوعات

موسوعة التفسير

منهج العمل في الموسوعة

راجع الموسوعة

الشيخ الدكتور خالد بن عثمان السبت

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الشيخ الدكتور أحمد سعد الخطيب

أستاذ التفسير بجامعة الأزهر

اعتمد المنهجية

بالإضافة إلى المراجعَين

الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار

أستاذ التفسير بجامعة الملك سعود

الشيخ الدكتور منصور بن حمد العيدي

أستاذ التفسير بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل

الموسوعة الحديثية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة العقدية

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الأديان

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة الفرق

منهج العمل في الموسوعة

موسوعة المذاهب الفكرية

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة الفقهية

منهج العمل في الموسوعة

تم اعتماد المنهجية من
الجمعية الفقهية السعودية
برئاسة الشيخ الدكتور
سعد بن تركي الخثلان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود
عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)

موسوعة الأخلاق

منهج العمل في الموسوعة

الموسوعة التاريخية

منهج العمل في الموسوعة

راجع الموسوعة

الأستاذُ صالحُ بنُ يوسُفَ المقرِن

باحثٌ في التَّاريخ الإسْلامِي والمُعاصِر
ومُشْرِفٌ تربَويٌّ سابقٌ بإدارة التَّعْليم

الأستاذُ الدُّكتور سعدُ بنُ موسى الموسى

أستاذُ التَّاريخِ الإسلاميِّ بجامعةِ أُمِّ القُرى

الدُّكتور خالِدُ بنُ محمَّد الغيث

أستاذُ التَّاريخِ الإسلاميِّ بجامعةِ أمِّ القُرى

الدُّكتور عبدُ اللهِ بنُ محمَّد علي حيدر

أستاذُ التَّاريخِ الإسلاميِّ بجامعةِ أمِّ القُرى

الموسوعة الحديثية

  1. الرئيسة
  2. الموسوعة الحديثية
  3. شروح الأحاديث

- إنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ تَنشَقُّ الأرضُ عن جُمجُمَتي يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ، وأُعْطى لواءَ الحمدِ، ولا فَخرَ، وأنا سيِّدُ النَّاسِ يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ، وأنا أَوَّلُ مَن يدخُلُ الجَنَّةَ يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ، وإنِّي آتي بابَ الجَنَّةِ، فآخُذُ بحَلقَتِها، فيقولونَ: مَن هذا؟ فأقولُ: أنا محمَّدٌ، فيَفتَحونَ لي، فأدخُلُ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي، فأسجُدُ له، فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رأْسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي يا ربِّ، فيقولُ: اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه مِثقالَ حَبَّةٍ من شَعيرٍ منَ الإيمانِ، فأَدخِلْه الجَنَّةَ، فأُقبِلُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه ذلك فأُدخِلُه الجَنَّةَ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي، فأسجُدُ له، فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رأْسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي أَيْ رَبِّ، فيقولُ: اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه نِصفَ حَبَّةٍ من شَعيرٍ منَ الإيمانِ فأدخِلْهمُ الجَنَّةَ، فأذهَبُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه مِثقالَ ذلك أدخَلْتُهمُ الجَنَّةَ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي فأسجُدُ له، فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رأْسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي، فيقولُ: اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه مِثقالَ حَبَّةٍ من خَردَلٍ منَ الإيمانِ فأَدخِلْه الجَنَّةَ، فأذهَبُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه مِثقالَ ذلك أدخَلْتُهمُ الجَنَّةَ، وفرَغَ اللهُ من حِسابِ النَّاسِ، وأَدخَلَ مَن بقِيَ من أُمَّتي النَّارَ مع أهلِ النَّارِ، فيقولُ أهلُ النَّارِ: ما أَغْنى عنكم أنَّكم كنتم تَعبُدونَ اللهَ، لا تُشرِكونَ به شيئًا، فيقولُ الجبَّارُ: فبِعزَّتي لأُعتِقَنَّهم منَ النَّارِ، فيُرسِلُ إليهم، فيَخرُجونَ وقدِ امتَحَشوا، فيَدخُلونَ في نَهرِ الحياةِ، فيَنبُتونَ فيه كما تَنبُتُ الحَبَّةُ في غُثاءِ السَّيلِ، ويُكتَبُ بين أعيُنِهم: هؤلاء عُتقاءُ اللهِ، فيُذهَبُ بهم، فيَدخُلونَ الجَنَّةَ، فيقولُ لهم أهلُ الجَنَّةِ: هؤلاء الجَهنَّميُّونَ، فيقولُ الجبَّارُ: بل هؤلاء عُتقاءُ الجبَّارِ.

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند

الصفحة أو الرقم: 12469 | خلاصة حكم المحدث : إسناده جيد بهذه السياقة

التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7690) مختصراً، وأحمد (12469) واللفظ له


- إنِّي لأَوَّلُ النَّاسِ تَنشَقُّ الأرضُ عن جُمجُمَتي يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ، وأُعْطى لواءَ الحمدِ، ولا فَخرَ، وأنا سيِّدُ النَّاسِ يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ، وأنا أَوَّلُ مَن يدخُلُ الجَنَّةَ يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ، وإنِّي آتي بابَ الجَنَّةِ، فآخُذُ بحَلقَتِها، فيقولونَ: مَن هذا؟ فأقولُ: أنا محمَّدٌ، فيَفتَحونَ لي، فأدخُلُ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي، فأسجُدُ له، فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رأْسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي يا ربِّ، فيقولُ: اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه مِثقالَ حَبَّةٍ من شَعيرٍ منَ الإيمانِ، فأَدخِلْه الجَنَّةَ، فأُقبِلُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه ذلك فأُدخِلُه الجَنَّةَ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي، فأسجُدُ له، فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رأْسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي أَيْ رَبِّ، فيقولُ: اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه نِصفَ حَبَّةٍ من شَعيرٍ منَ الإيمانِ فأدخِلْهمُ الجَنَّةَ، فأذهَبُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه مِثقالَ ذلك أدخَلْتُهمُ الجَنَّةَ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي فأسجُدُ له، فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رأْسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي، فيقولُ: اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه مِثقالَ حَبَّةٍ من خَردَلٍ منَ الإيمانِ فأَدخِلْه الجَنَّةَ، فأذهَبُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه مِثقالَ ذلك أدخَلْتُهمُ الجَنَّةَ، وفرَغَ اللهُ من حِسابِ النَّاسِ، وأَدخَلَ مَن بقِيَ من أُمَّتي النَّارَ مع أهلِ النَّارِ، فيقولُ أهلُ النَّارِ: ما أَغْنى عنكم أنَّكم كنتم تَعبُدونَ اللهَ، لا تُشرِكونَ به شيئًا، فيقولُ الجبَّارُ: فبِعزَّتي لأُعتِقَنَّهم منَ النَّارِ، فيُرسِلُ إليهم، فيَخرُجونَ وقدِ امتَحَشوا، فيَدخُلونَ في نَهرِ الحياةِ، فيَنبُتونَ فيه كما تَنبُتُ الحَبَّةُ في غُثاءِ السَّيلِ، ويُكتَبُ بين أعيُنِهم: هؤلاء عُتقاءُ اللهِ، فيُذهَبُ بهم، فيَدخُلونَ الجَنَّةَ، فيقولُ لهم أهلُ الجَنَّةِ: هؤلاء الجَهنَّميُّونَ، فيقولُ الجبَّارُ: بل هؤلاء عُتقاءُ الجبَّارِ. . الراوي: أنس بن مالك | المحدث: شعيب الأرناؤوط | المصدر: تخريج المسند الصفحة أو الرقم: 12469 خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد بهذه السياقة التخريج: أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (7690) مختصراً، وأحمد (12469) واللفظ له
أعطَى اللهُ عزَّ وجلَّ نبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منزلةً رَفيعةً، ومِن ذلك مَقامُ الشَّفاعةِ لأمَّتِه، وشَفاعتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنواعٌ، ومنها الشفاعةُ في خُروجِ بعضِ المُسلِمينَ مِن النارِ بَعْدَما دَخُلوها، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنِّي لَأوَّلُ الناسِ تَنشَقُّ الأرضُ عن جُمجُمَتي يومَ القيامةِ"، فهو أولُ المَحشورينَ مِن الناسِ مِن قَبرِه ويَحضُرُ في المَحشَرِ، ثم يُحشَرُ الناسُ على أثَرِه، وهذا مِن كَمالِ عِنايةِ اللهِ به، والجُمجُمةُ: عَظْمُ الرأسِ الذي يَحْوي الدِّماغَ، وخَصَّها بالذِّكرِ؛ لأنَّها أولُ ما يَظهَرُ، ثمَّ قال: "ولا فَخْرَ" مِن بابِ ذِكرِ كَرامةِ النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ربِّه بلا فَخْرٍ منه ولا تَكبُّرٍ، بل هو في أعلى درَجاتِ التَّواضُعِ. "وأُعْطى لِواءَ الحَمدِ، ولا فَخرَ"، ولِواءُ الحَمدِ رايةٌ تُعقَدُ له، فيَكونُ مَعلومًا أنَّه المُقَدَّمُ في المَحامِدِ والثناءِ على اللهِ، فيَشتَهِرُ في تلك العَرَصاتِ بصِفاتِ الحَمدِ، وهذا مِن المَقامِ المَحمودِ الذي يُعطيهِ اللهُ يومَ القيامةِ، حيث يَحمَدُه فيه الأوَّلونَ والآخِرونَ. "وأنا سيِّدُ الناسِ يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ"، والسَّيِّدُ: هُو الَّذي يَفوقُ قَومَه في الخَيرِ. وقيلَ: هوَ الَّذي يُفزَعُ إِليه في النَّوائبِ والشَّدائدِ، فيَقومُ بأُمورِهم، ويَتحمَّلُ عَنهم مَكارِهَهم ويَدفَعُها عنهم، والتَّقييدُ بيَومِ القيامةِ معَ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سيِّدُهم في الدُّنيا والآخِرةِ، مَعناه: أنَّه يَظهَرُ يومَ القيامةِ سُؤدَدُه بِلا مُنازعٍ ولا مُعانِدٍ، بِخِلافِ الدُّنيا؛ فقد نازَعَه فيها مُلوكُ الكُفَّارِ وزُعَماءُ المُشرِكينَ. "وأنا أوَّلُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ يومَ القيامةِ، ولا فَخرَ"، فهو أولُ الخَلقِ دُخولًا إلى الجنَّةِ، وهو المأمورُ به أنْ يُفتَحَ له بابُ الجنَّةِ أوَّلًا، "وإنِّي آتي بابَ الجنَّةِ، فآخُذُ بحَلْقَتِها"، وهي ما يوضَعُ على البابِ ليُطرَقَ بها البابُ ويُستأذَنَ في الدخولِ، "فيَقولونَ: مَن هذا؟ فأقولُ: أنا محمَّدٌ"، وهذا هو اسمُه المَعروفُ به عندَ الملائكةِ، وسُؤالُهم سُؤالُ استيضاحٍ للطارِقِ، فإذا عَلِموا أنَّه المأمورُ به، "فيَفتَحونَ لي، فأدخُلُ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي"، فيكونُ الحقُّ سُبحانه وتَعالى في استِقبالِ عَبدِه؛ تَكريمًا له. ثمَّ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فأسجُدُ له" خُضوعًا لجَلالِه، وخُشوعًا في حَضرَتِه سُبحانه وتَعالى، "فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ" مِن السُّجودِ، "وتَكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ"، اطلُبْ ما شِئْتَ؛ فإنَّه مُجابٌ لكَ، "واشفَعْ تُشَفَّعْ" واطلُبِ الشَّفاعةَ لمَن شِئْتَ؛ فإنَّ شَفاعتَكَ مَقبولةٌ فيهم، "فأرفَعُ رَأسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي يا ربِّ"، وهذه هي الدَّعوةُ المُستَجابةُ الَّتي خبَّأَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وادَّخَرَها لِأُمَّتِه في هذا اليومِ العَظيمِ، فيقولُ اللهُ سُبحانه لنَبيِّه: "اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وَجَدْتَ في قَلبِه مِثقالَ حبَّةٍ مِن شَعيرٍ من الإيمانِ، فأَدخِلْه الجنَّةَ"، وهذا مِن فَضلِ اللهِ على نَبيِّه، وحُسنِ عَطائِه له يومَ القيامةِ، فيَتكرَّمُ عليه، فيُدخِلُ مِن أُمَّتِه مَن كان في قَلبِه مِثقالُ ذَرَّةٍ مِن الإيمانِ باللهِ سُبحانه. ثمَّ قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "فأُقبِلُ، فمَن وَجدْتُ في قَلبِه ذلك، فأُدخِلُه الجنَّةَ"، كما أمَرَه اللهُ سُبحانَه، وبعْدَ الانتِهاءِ مِن ذلك، وعندَ الرُّجوعِ، "فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي"، أي: إنَّه يَرجِعُ على ربِّه مرَّةً بعدَ مرَّةً، ويَحتَمِلُ أنْ تكونَ هذه هي المرَّةَ الثالثةَ أو الرابعةَ التي يعودُ فيها إلى ربِّه عَزَّ وَجَلَّ، "فأسجُدُ له، فيَقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتَكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رَأسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي، أي ربِّ"، وهذا مِن تَمامِ حِرصِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على كلِّ مَنِ انتَسَبَ إلى أُمَّتِه، "فيقولُ اللهُ سُبحانَه له: "اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه نصفَ حبَّةٍ مِن شَعيرٍ من الإيمانِ فأدخِلْهُم الجنَّةَ"، وهذا مِن عظيمِ فَضلِ اللهِ سُبحانَه على نَبيِّه، وعلى أُمَّةِ الإسلامِ، "فأذهَبُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه مِثقالَ ذلك أدخَلْتُهم الجنَّةَ، فإذا الجبَّارُ مُستَقبِلي فأسجُدُ له، فيقولُ: ارفَعْ رأسَكَ يا محمَّدُ، وتَكلَّمْ يُسمَعْ منكَ، وقُلْ يُقبَلْ منكَ، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفَعُ رَأسي، فأقولُ: أُمَّتي أُمَّتي، فيقولُ: اذهَبْ إلى أُمَّتِكَ، فمَن وجَدْتَ في قَلبِه مِثقالَ حبَّةٍ مِن خَردَلٍ مِن الإيمانِ فأدخِلْه الجنَّةَ"، والخَردَلُ: نباتٌ له ثمَرٌ أسوَدُ صَغيرٌ جدًّا، يُضرَبُ به المَثَلُ في الصِّغَرِ، وهذا مِن عَظيمِ فَضلِ اللهِ على المُؤمِنينَ؛ إذْ يُنَجِّيهم بإيمانِهم، وإنْ كان يُحاسِبُهم على أعمالِهم أوَّلًا، ثمَّ يُدخِلُهم الجنَّةَ بفَضلِه ورَحمتِه. "فأذهَبُ، فمَن وجَدْتُ في قَلبِه مِثقالَ ذلك أدخَلْتُهم الجنَّةَ"، وهذا كلُّه مِن رَحمةِ اللهِ سُبحانَه بعِبادِه، ومِن كَرامةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ربِّه. ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "وفرَغَ اللهُ مِن حسابِ الناسِ"، وأنهى حِسابَهم بعْدَ الشفاعةِ، وهذه آخِرُ عَرَصاتِ القيامةِ، ومَناقِلِ المَحشَرِ، "وأُدخِلُ مَن بَقِيَ مِن أُمَّتي النارَ معَ أهلِ النارِ"، وهم الذين لم تَنَلْهم أيُّ شَفاعةٍ، "فيقولُ أهلُ النارِ: ما أغْنَى عنكم أنَّكم كُنْتُم تَعبُدونَ اللهَ، لا تُشرِكونَ به شيئًا"، وهذا تَعييرٌ مِن المُشرِكينَ للمُذنِبينَ مِنَ المُسلِمينَ الذين لم تَنَلْهم أيُّ شَفاعةٍ، "فيَقولُ الجبَّارُ: فبعِزَّتي لأُعتِقَنَّهم مِن النارِ"، فأُخرِجُهم منها، "فيُرسِلُ إليهم" مَن يُخرِجُهم مِن النارِ بأمرِه سُبحانَه، "فيَخرُجونَ وقد امتَحَشوا"، أي: احتَرَقوا واسوَدُّوا، "فيَدخُلونَ في نَهرِ الحَياةِ، فيَنبُتونَ فيه كما تَنبُتُ الحِبَّةُ في غُثاءِ السَّيلِ"، ومَعناها: كما تَنبُتُ بُذورُ الصَّحراءِ ممَّا ليس بقُوتٍ، وإنَّما شُبِّهَ به؛ لأنَّه أسرَعُ في الإنباتِ، وغُثاءُ السَّيلِ هو ما يَحمِلُه ماءُ السيولِ من الرَّغْوةِ فوقَه، "ويُكتَبُ بينَ أعيُنِهم: هؤلاء عُتَقاءُ اللهِ"، أعتَقَهم برَحمتِه مِن النارِ، "فيُذهَبُ بهم، فيَدخُلونَ الجنَّةَ، فيقولُ لهم أهلُ الجنَّةِ: هؤلاء الجَهَنَّميُّونَ"؛ نِسبةً إلى جَهنَّمَ، الذين أصابَهم آثارُ حَرارةِ النَّارِ وعذابِها؛ بسَببِ ذُنوبٍ ارتَكَبوها، ثمَّ يُدخِلُهم اللهُ الجنَّةَ ويُخرِجُهم مِن هذا العَذابِ بفَضلِه ورَحمتِه، وورَدَ أيضًا أنَّهم يَدْعونَ اللهَ أنْ يُذهِبَ عنهم هذه التَّسميةَ فيُعافيَهم منها، "فيقولُ الجبَّارُ: بل هؤلاء عُتَقاءُ الجبَّارِ"، فلا يُعَيِّرُهم أحدٌ بذلك؛ لأنَّ اللهَ أكرَمُ مِن أنْ يَرحَمَهم ويُعافيَهم ثم يُعيِّرَهم الناسُ في الجنَّةِ. وفي الحَديثِ: إثباتُ العَرضِ والحِسابِ يومَ القِيامةِ. وفيه: وَصفٌ لبعضِ أهوالِ يومِ القِيامةِ؛ ليكونَ المُسلِمُ على بَصيرةٍ مِن أمْرِه. وفيه: بيانُ سَعةِ رَحمةِ اللهِ سُبحانَه وفَضلِه على عِبادِه. وفيه: أنَّ عُصاةَ المُسلِمينَ يُعذَّبونَ على قَدرِ مَعاصيهم، ثمَّ يُخرِجُهم اللهُ مِن النَّارِ بفَضلِه، ثمَّ بشَفاعةِ الشَّافِعينَ.

شرح الحديث

  • أسماء الفائزين - مسابقة الدرر - جمادى الآخرة 1442
  • الحرم المكي ومضاعفة الأجر فيه ...
  • شراء نسخ pdf ...
  • dorar English ...
  • شارك معنا ...
  1. خدمة API للموسوعة الحديثية
  2. نافذة البحث فى الحديثية
  3. الأرشيف
  4. إصداراتنا
  5. راسلنا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الدرر السنية 1441 هــ