الموسوعة الحديثية


- إنَّ اللهَ لَيَعجَبُ مِنَ الشابِّ ليست له صَبْوةٌ.
الراوي : عقبة بن عامر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 17371 | خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره | التخريج : أخرجه أحمد (17371) واللفظ له، والحارث في ((المسند)) (1099)، وأبو يعلى (1749)
مرحلةُ الشَّبابِ هي القُوَّةُ والفُتوَّةُ في الإنسانِ، وهي مَظِنَّةُ التهَوُّرِ والانغماسِ في شَهَواتِ الحياةِ الدُّنيا، فإذا تَغلَّبَ الشابُّ على شَهَواتِه، وأطاعَ اللهَ، وشغَلَ نَفْسَه بذلك؛ فهو دَليلٌ على قوَّةِ الإيمانِ، والاستِقامةِ على طريقِ الحقِّ. وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "إنَّ اللهَ ليَعجَبُ مِن الشابِّ ليستْ له صَبْوةٌ"، أي: ليس له مَيلٌ إلى الهَوَى والمَعصيةِ؛ لحُسنِ اعتِيادِه للخَيرِ، وقوَّةِ عَزيمَتِه فِي البُعدِ عن الشَّرِّ في حالِ الشَّبابِ الذي هو مَظِنَّةٌ لضِدِّ ذلك. والعَجَبُ صِفةٌ من صِفاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الفِعليَّةِ الخَبَريَّةِ الثابِتةِ له بالكِتابِ والسُّنةِ، وهو مِن اللهِ ليس كالتعجُّبِ مِن المَخلوقِينَ، ومَرْدودُ هذا العجَبِ منه سُبحانَه أنَّه يَستَحسِنُ عمَلَ هذا الشابِّ، فيَعظُمُ قَدرُه عِندَه، فيُجزِلُ له أجرَه؛ لكَوْنِه ليس له خَطيئةٌ ولا إصرارٌ على مَعصيةٍ، وخَصَّ الشابَّ؛ لكَونِه مَظِنَّةَ غَلَبةِ الشهوةِ؛ لِما فيه مِن قوَّةِ الباعِثِ على مُتابَعةِ الهَوى؛ فإنَّ مُلازَمةَ العبادةِ مع ذلك أشَدُّ، وأدَلُّ عَلَى غَلَبةِ التَّقْوى. وفي الحَديثِ: بيانُ فَضلِ الشابِّ الذي ترَكَ المَعاصيَ، وشُغِلَ بطاعةِ ربِّه.