الموسوعة الحديثية


- مَن أَحَبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه ، فَلْيُكْثِرْ فيها من الاستغفارِ
الراوي : الزبير بن العوام | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5955 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (839)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (648)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (892)
للاستِغْفارِ فَضلٌ كَبيرٌ، وهو سَبَبٌ لِتَفريجِ الكُروبِ وذَهابِ الهُمومِ والغُمومِ، وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لِبَعضِ فَضائِلِ الاستِغفارِ، حيثُ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن أحَبَّ أنْ تَسُرَّه صَحيفَتُه" وهي صَحيفةُ حَسَناتِه وأعمالِه يَومَ القيامةِ، والسُّرورُ هنا عَلامةٌ على قَبولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ لِصاحِبِ الصَّحيفةِ، وأنَّ جَزاءَه الجَنَّةُ، "فلْيُكثِرْ فيها مِنَ الاستِغفارِ" يُلازِمْ ويواظِبْ بالدُّعاءِ بالمَغفِرةِ، والاستِغْفارُ هو طَلَبُ المَغفِرةِ مِنَ اللهِ، وفيه تَضَرُّعٌ إليه واعتِرافٌ بأنَّه الإلهُ القادِرُ على مَحوِ الذُّنوبِ وقَبولِ التَّوبةِ، ومِن عِظَمِ مَنافِعِ الاستِغْفارِ أنَّ المُسلِمَ يَجِدُه عِندَ حاجَتِه في الدُّنيا وفي الآخِرةِ. وقد قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (سَيِّدُ الاستِغفارِ) أيْ: أفضَلُ صِيَغِ الاستِغفارِ وأكثَرُها ثَوابًا -وسُمِّيَ سَيِّدًا لِأنَّه جامِعٌ لِمَعانِي التَّوبةِ كُلِّها- ما أخرَجَه البُخاريُّ مِن حَديثِ شَدَّادِ بنِ أوْسٍ رَضيَ اللهُ عنه: "اللَّهُمَّ أنتَ رَبِّي لا إلهَ إلَّا أنتَ، خَلَقتَني وأنا عَبدُكَ، وأنا على عَهدِكَ ووَعدِكَ ما استَطَعتُ، أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ، أبوءُ لكَ بنِعمَتِكَ علَيَّ، وأبوءُ لكَ بذَنبي فاغفِرْ لي، فإنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ". وفي الحَديثِ: الحَثُّ على كَثرةِ الاستِغفارِ والرُّجوعِ إلى اللهِ تَعالى.