الموسوعة الحديثية


- أنَّ معاذَ بنَ جبلٍ، أَكرى الأرضَ على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وأبي بَكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، على الثُّلثِ والرُّبعِ فَهوَ يُعملُ بِهِ إلى يومِكَ هذا
الراوي : طاووس بن كيسان اليماني | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه | الصفحة أو الرقم : 2011 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
ضَبطَتْ شريعةُ الإسلامِ أُمورَ الناسِ الحياتيَّة، بما يُحقِّق عدَمَ التَّنازُعِ، وخاصَّةً في المُعاملاتِ الَّتي يَنْبغي أنْ تكونَ واضحةَ الحُدودِ والمعالمِ، ومِن ذلك كِراءُ الأرضِ. وفي هذا الأثرِ يُخْبِرُ مُجاهدُ بنُ جبْرٍ، عن طاوسِ بنِ كَيسانَ: "أنَّ مُعاذَ بنَ جبَلٍ أكْرى الأرضَ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، وكان كِراءُ الأرضِ زمَنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يكونُ بأخْذِ نَصيبٍ مِن الثَّمرِ أُجرةً على الأرضِ، وفي روايةِ الطَّبرانيِّ يقولُ مُجاهدٌ: "دخلْتُ على طاوسٍ، فحدَّثْتُه ما سمِعْتُ مِن رافعِ بنِ خَديجٍ مِن النَّهيِ عن المُحاقلَةِ، فضرَبَ طاوسٌ في صَدْري وقال: تحدَّثُني عن رافعٍ، وقد عمِلَ بها مُعاذُ بنُ جبَلٍ على عهدِ رسولِ اللهِ، فأَعْطى الأرضَ بالنِّصفِ والثُّلثِ؟!" وكان رافعُ بنُ خَديجٍ قد حدَّثَ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نهى عن كِراءِ الأرضِ. والمُحاقَلةُ هي: بَيعُ الحَبِّ في سَنابلِه بحَبٍّ صافٍ. قال طاوسٌ: "وأبي بَكرٍ، وعُمَرَ، وعُثمانَ، على الثُّلثِ والرُّبعِ"، أي: وأكْرى مُعاذٌ رضِيَ اللهُ عنه في زمَنِ الخُلفاءِ الثَّلاثةِ دونَ نَهيٍ منهم؛ "فهو يُعْمَلُ به إلى يومِك هذا"، أي: وكذلك يُعْمَلُ بالكِراءِ في عَهدِ التَّابعينَ دُونَ نَهيٍ أو إنكارٍ منهم. وكان النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في آخِرِ حَياتِه قد أعطى خيبرَ لليهودِ على أنْ يعمَلُوها، ويَزرَعوها، ولهم شَطرُ ما خرَجَ منها، وعمِلَ بذلك أبو بكرٍ وعمرُ فترةً، حتَّى أجلاهم عمرُ مِن خيبرَ، كما ثبَتَ في الصَّحيحَينِ.