الموسوعة الحديثية


- عَلَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ والصِّيامَ، قال: صَلِّ كذا وكذا، وصُمْ، فإذا غابتِ الشَّمسُ، فكُلْ واشرَبْ حتى يَتبَيَّنَ الخَيطُ الأبيَضُ مِن الخَيطِ الأسوَدِ، وصُمْ ثلاثينَ يومًا، إلَّا أنْ تَرى الهِلالَ قبلَ ذلك، فأخَذتُ خَيطَينِ مِن شَعرٍ أسوَدَ وأبيَضَ فكنتُ أنظُرُ فيهما، فلا يَتبَيَّنُ لي، فذَكَرتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فضَحِكَ، وقال: يا ابنَ حاتمٍ، إنَّما ذاك بَياضُ النَّهارِ مِن سَوادِ اللَّيلِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عدي بن حاتم الطائي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 19375
| التخريج : أخرجه البخاري (1916)، ومسلم (1090) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة البقرة صيام - وجوب صوم رمضان صيام - وقت الإفطار صيام - وقت الإمساك اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه
|أصول الحديث
كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَلِّمُ أصحابَه أحْكامَ الدِّينِ، والمَعانيَ الصحيحةَ لآياتِ القُرآنِ، ويُصوِّبُ ما اعْتَراهُم من سوءِ الفَهمِ والتأْويلِ، حتى تكونَ الأحْكامُ والمَفاهيمُ واضِحةً لهم، ولمَن بَعدَهم إلى يومِ القِيامةِ. وفي هذا الحَديثِ يقولُ عَدِيُّ بنُ حاتمٍ رضِيَ اللهُ عنه: "علَّمَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصلاةَ والصيامَ" كَيْفيةَ الصلاةِ والصيامِ، وأوْقاتَهما، والفَرضَ والنفْلَ منها، "قال: صَلِّ كذا وكذا"، يَعني الصلَواتِ الخَمسَ وما يَلزَمُ لها، "وصُمْ" وفي تَفْسيرِ ابنِ أبي حاتمٍ: "فإذا جاء شَهرُ رَمضانَ، فصُمْ"، قال: "فإذا غابتِ الشمسُ، فكُلْ واشرَبْ حتى يَتبيَّنَ الخَيطُ الأبيَضُ منَ الخَيطِ الأسوَدِ"، فالمُسلِمُ لا يَزالُ مُفطِرًا يأكُلُ ويَشرَبُ بعدَ غُروبِ الشمسِ حتَّى يَتجَلَّى النَّهارُ، كما في قولِه تَعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} [البقرة: 187] ، "وصُمْ ثَلاثينَ يومًا، إلَّا أنْ تَرى الهِلالَ قَبلَ ذلك"، فمُدةُ صيامِ شَهرِ رَمضانَ ثَلاثينَ يومًا، وذلك إنْ لم يَظهَرْ هلالُ شَوَّالٍ ليلةَ الثلاثينَ، فإنْ ظهَرَ هلالُ شوَّالٍ يكونُ رَمضانُ تِسعًا وعِشرينَ يومًا، قال عَدِيٌّ رضِيَ اللهُ عنه: "فأخذْتُ خَيطَيْنِ من شَعرٍ أسوَدَ وأبيَضَ، فكنْتُ أنظُرُ فيهما، فلا يَتبيَّنُ لي"، أي: ظنَنْتُ أنَّ المُرادَ بالخَيطِ الأبيَضِ والأسوَدِ مَعْناهما الحَقيقيُّ، وأنَّ المَقْصودَ بهما حَبْلانِ، أحَدُهما أبيَضُ، والثَّاني أسوَدُ، "فذكَرْتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فضحِكَ، وقال: يا ابنَ حاتمٍ، إنَّما ذاك بياضُ النهارِ من سَوادِ الليلِ"! فليس المَقصودُ بالخَيطِ الأبيَضِ والخَيطِ الأسوَدِ حَقيقتَهما ومَعْناهما الظَّاهريَّ، وإنَّما المَقصودُ بالخَيطِ الأسوَدِ سَوادُ اللَّيلِ، وبالخَيطِ الأبيَضِ بياضُ النَّهارِ، ونورُه وضياؤُه. وفي الحديث: أنَّ الأصلَ الأخذُ بظاهرِ النصِّ ما لم يَرِدْ ما يُفسِّرُه أو يَصرِفُه عن هذا الظاهِرِ. وفيه: تصحيحُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للمفاهيمِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها