الموسوعة الحديثية


- يا عائشةَ ! ابْعثِي بالذَّهبِ إلى عليٍّ . ثُم أُغْمِيَ عليِه ، و شَغَلَ عائشةَ مآبُهُ ، حتى قال ذلِكَ مِرارًا . كلُّ ذلكَ يُغْمَى على رسولِ اللهِ ، و يشْغلُ عائشةَ مآبُه ، فبَعثَ إلى عليٍّ فتصدَّقَ بِها ، و أمْسى رسولُ اللهِ ليلةَ الإثنينِ في جديدِ الموتِ ، فأرسلَتْ عائشةُ بِمصباحٍ لها إلى امرأةٍ من نسائِها فقالتْ : أهْدِي لنا في مصباحِنا من عكتك السمنَ ، فإنَّ رسولَ اللهِ أمْسَى في جديدِ الموتِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : سهل بن سعد الساعدي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب | الصفحة أو الرقم : 927
| التخريج : أخرجه ابن سعد (2/ 239) والطبراني (6/ 198) (5990) بلفظه.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل السمن رقائق وزهد - التقرب إلى الله تعالى بالصدقة ونوافل الخير صدقة - فضل الصدقة والحث عليها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته هبة وهدية - فضل الهدية
|أصول الحديث
كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَحرِصُ على النَّفَقةِ في سَبيلِ اللهِ، ويَخافُ أنْ يُبقيَ في بَيتِه ما يُسألُ عنه أمامَ اللهِ، وكانَ مع ما أفاءَ اللهُ عليه مِنَ المَغانِمِ والأموالِ زاهِدًا في الدُّنيا، راغِبًا فيما عِندَ اللهِ، وهذا الحَديثُ يُبَيِّنُ جانبًا مِن ذلك، وفيه يَروي سَهلُ بنُ سَعدٍ السَّاعِديُّ أنَّه كانَتْ عِندَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبعةُ دَنانيرَ، أو نَحوُها، وَضَعَها عِندَ عائِشةَ، فلَمَّا كانَ في مَرَضِه الذي ماتَ فيه، قال: "يا عائِشةُ، ابعَثي بالذَّهَبِ إلى علِيٍّ"، وهو ابنُ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه، والمَقصودُ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ قد أودَعَها عِندَ عائِشةَ؛ لِيَتصَدَّقَ بها، ولكِنْ داهَمَه المَرَضُ، فانشَغَلَ في مَرَضِه بأمْرِ هذه الدَّنانيرِ؛ لِأنَّه يَخافُ أنْ يَموتَ وهي عِندَه، فكانَ كُلَّما أفاقَ سألَ عنها: هل أُخرِجَتْ وتُصُدِّقَ بها أم لا؟ وكانَ مُرادُه صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بإرسالِ الدَّنانيرِ إلى علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ أنْ يَتصَرَّفَ هو فيها نيابةً عنه، "ثم أُغميَ عليه" مِن شِدَّةِ المَرَضِ "وشَغَلَ عائِشةَ ما به"، شَغَلَها مَرَضُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ التَّصَدُّقِ بالدَّنانيرِ كما يَرغَبُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "حتى قالَ ذلك مِرارًا"، فكَرَّرَ السُّؤالَ عَمَّا فَعَلَتْه عائِشةُ بالدَّنانيرِ "كُلَّ ذلك يُغمى على رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويَشغَلُ عائِشةَ ما به، فبَعَثَ إلى علِيٍّ فتَصَدَّقَ بها"، فأرسَلَ إلى علِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، فأخَذَ الدَّنانيرَ فتَصَدَّقَ بها في سَبيلِ اللهِ على الفُقراءِ والمَساكينِ، "وأمْسى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيلةَ الاثنَيْنِ في جَديدِ المَوتِ"، بمَعنى أنَّه بَدَأ الدُّخولَ في أوَّلِ مَرَضِ المَوتِ وطَريقِه "فأرسَلَتْ عائِشةُ بمِصباحٍ لها إلى امرأةٍ مِن نِسائِها" مِن أقرِبائِها، أو مِن نِساءِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "فقالتْ: أهْدي لنا في مِصباحِنا مِن عُكَّتِكِ السَّمنَ"، لِيُضاءَ به المِصباحُ في اللَّيلِ لِتَمريضِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فإنَّ رَسولَ اللهِ أمْسى في جَديدِ المَوتِ"، في طَريقِ المَوتِ، وبَدَأ في مَرَضِ المَوتِ، وليس عِندَهم زَيتٌ لِلمِصباحِ. وفي الحَديثِ: بَيانُ زُهدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الدُّنيا، وحِرصِه على مَرضاةِ اللهِ، والنَّفَقةِ في سَبيلِه إلى آخِرِ نَفَسٍ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها