الموسوعة الحديثية


- ليس شيءٌ مِنَ الجَسَدِ إلَّا يَشْكُو إلى اللهِ اللِّسانَ على حِدَّتِه
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أسلم الحبشي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة | الصفحة أو الرقم : 535
| التخريج : أخرجه مطولا البزار (84)، وأبو يعلى (5) بنحوه، وابن أبي الدنيا في ((الصمت)) (13) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: آداب الكلام - الصمت وقلة الكلام آداب الكلام - ما يجتنب من الكلام آداب الكلام - آفات اللسان رقائق وزهد - ما جاء في اللسان والقلب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
اللِّسانُ عُضوٌ من أهمِّ أعضاءِ الجَسَدِ، وبه يُعَبِّرُ الإنسانُ عن مَكنونِ نَفْسِه، ويُظهِرُ ما يَحويه قَلبُه وعَقلُه ونَفْسُه مِنَ الخَيرِ أوِ الشَّرِّ، ومِنَ الإيمانِ والكُفرِ، وغَيرِ ذلك مِن دَواخِلِ الإنسانِ، وقد أُمِرْنا بإمساكِ اللِّسانِ عنِ السُّوءِ والشَّرِّ. وهذا المَتنُ له سَبَبٌ يَرويه أسلَمُ مَولى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وفيه: "أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ دَخَلَ على أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ وهو يَجبِذُ لِسانَه"، يُمسِكُ لِسانَه ويَشُدُّه، "فقالَ له عُمَرُ: مَهْ"، تَوَقَّفْ؛ يَكفي شَدًّا لِلِسانِكَ، "غَفَرَ اللهُ لك"، وهذا دُعاءٌ له؛ استِرحامًا لِحالِه، أو إخبارًا عَمَّا سَمِعَ في حَقِّه، "فقالَ أبو بَكرٍ: إنَّ هذا"، يَقصِدُ لِسانَه، "أورَدَني المَوارِدَ"، أدخَلَني المَهالِكَ، وبَلَّغَني إيَّاها؛ إمَّا مِن أُمورٍ كَرِهَها في الدُّنيا، أو خَوفًا مِن تَبِعاتِ اللِّسانِ في الآخِرةِ، وهو بفِعلِه وقَولِه يُحَذِّرُ نَفْسَه مِن مَضَرَّةِ اللِّسانِ، ويَشُدُّه؛ عَسى أنْ يَمنَعَه مِنَ استِدامةِ ما كانَ عليه، وهذا مع فَضلِ أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ ودِينِه ووَرَعِه، ولكِنَّ مِثلَ أبي بَكرٍ يَتعاهَدُ هذا مِن نَفْسِه. ثم قالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "ليس شَيءٌ مِنَ الجَسَدِ" مِنَ الأعضاءِ "إلَّا يَشكو إلى اللهِ اللِّسانَ على حِدَّتِه"، بمعنى: يَشتَكي فُحْشَه؛ لِأنَّ اللِّسانَ هو الذي يُعَبِّرُ عن كُلِّ جَوارِحِ الجَسَدِ، ورُبَّما يَتسَبَّبُ في أذيَّتِه وكُلِّ عُضوٍ فيه، إذا نَطَقَ بالشَّرِّ والسُّوءِ. وقد أجمَعَ الحُكماءُ على أنَّ رَأْسَ الحِكمةِ الصَّمتُ عنِ الشَّرِّ، وأنَّ الإنسانَ إذا سَكَتَ فهو سالِمٌ، فإذا تَكلَّمَ فيَنبَغي عليه أنْ يَحذَرَ؛ لِأنَّ الكَلامَ إمَّا أنْ يَكونَ له، وإمَّا أنْ يَكونَ عليه. وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ مِن إطلاقِ اللِّسانِ في الأقوالِ السَّيِّئةِ التي تُهلِكُ الإنسانَ. وفيه: بَيانُ مَنقَبةِ أبي بَكرٍ؛ حيثُ كانَ شَديدَ الحِرصِ والوَرَعِ، مع ما له مِن فَضلٍ ووَعْدٍ بالجَنَّةِ.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها