الموسوعة الحديثية


- أنَّه مَرَّ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَفَرٌ مِن قُرَيشٍ يَجُرُّونَ شاةً لهم مِثلَ الحِمارِ، فقال لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو أخَذتُم إهابَها، قالوا: إنَّها مَيْتةٌ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يُطهِّرُها الماءُ والقَرَظُ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 108
| التخريج : أخرجه النسائي (4248) ، وأحمد (26833)، وأبو يعلى (7086)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (2709) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: طهارة - جلود الميتة طهارة - إزالة النجاسات
|أصول الحديث
لقد حَرَّمَ اللهُ تَعالى أكْلَ المَيْتةِ، ولكنَّه سُبحانَه لم يُحَرِّم الانتِفاعَ بجُلودِها إذا دُبِغَتْ؛ لأنَّ دِباغَها طُهورُها، وفي هذا الحَديثِ تَوضيحٌ لِهذا الأمْرِ، حيثُ تَروي مَيمونةُ زَوجُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "أنَّه مَرَّ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَفَرٌ مِن قُرَيشٍ"، أي: جَماعةٌ مِن ثلاثةٍ إلى سَبعةٍ أو مِن ثَلاثةٍ إلى عَشرةٍ "يَجُرُّونَ شاةً لهم مِثلَ الحِمارِ"، أيْ: كما يُجَرُّ الحِمارُ، وهذا تَصويرٌ لِحالِ الشَّاةِ وهي مَسحوبةٌ ومَجرورةٌ بحَبلٍ مِن خَلفِهم، "فقالَ لهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو أخَذتُم إهابَها"، وهو جِلدُها، فتَسلُخوه وتَنتَفِعوا به، "قالوا: إنَّها مَيْتةٌ"، وهذا القَولُ منهم مَبنيٌّ على عِلْمِهم بتَحريمِ المَيْتةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يُطَهِّرُها الماءُ والقَرَظُ"، فأوْضَحَ لهم أنَّها تَطْهُرُ بَعدَ تَنظيفِها بالماءِ ودِباغَتِها بالقَرَظِ، ونَزْعِ ما يَتعَلَّقُ به بَعدَ السَّلخِ؛ حتى لا يُفسِدَه بَقاؤُه مع وَضعِ الجِلدِ في المِلحِ أو المَوادِّ الحافِظةِ، وبَعدَ ذلك يَحِلُّ فيه الأكلُ والشُّربُ والانتِفاعُ به بسائِرِ وُجوهِ الانتِفاعِ المُباحةِ. وفي الحَديثِ: تَيسيرُ الشَّرعِ على النَّاسِ في الانتِفاعِ بأموالِهم.
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها