الموسوعة الحديثية


- قُلْتُ لأُبَيِّ بنِ كَعبٍ: إنَّ ابنَ مَسعودٍ كان لا يَكتُبُ المُعَوِّذَتيْنِ في مُصحَفِه، فقال: أشهَدُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَني: أنَّ جِبريلَ قال له: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، فقُلْتُها، فقال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، فقُلْتُها، فنحن نقولُ ما قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : أبي بن كعب | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب | الصفحة أو الرقم : 21186
| التخريج : أخرجه البخاري (4977) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة إيمان - الملائكة اعتصام بالسنة - نقل السنة وروايتها فضائل سور وآيات - سورة الفلق فضائل سور وآيات - سورة الناس
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
أنزَلَ اللهُ سُبحانَه القُرآنَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأحكَمَ اللهُ آياتِه وحفِظَ كتابَه، وأقْرَأَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه رضِيَ اللهُ عنهم، ثم دوَّنَ الصحابةُ القُرآنَ وجَمَعوه بينَ دَفَّتَيِ المُصحَفِ، ثم نَشَروه في الآفاقِ والبِلادِ في عهدِ عُثمانَ رضِيَ اللهُ عنه.
وفي هذا الخبَرِ يقولُ التابِعيُّ زِرُّ بنُ حُبَيشٍ: "قلْتُ لأُبَيِّ بنِ كَعبٍ: إنَّ ابنَ مَسعودٍ كان لا يَكتُبُ المُعَوِّذَتَينِ في مُصحَفِه"، والمُعَوِّذَتانِ هما سُورتَا الفَلَقِ والنَّاسِ، وقد كان عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه يَرى أنَّهما ليْسَتا منَ القُرآنِ ولا يُثبِتُ كتابَتَهما في مُصحَفِه الخاصِّ به، وقيلَ في ذلك: لعلَّ ابنَ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه لم يَسمَعْهما منَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم يَتَواتَرْ عِندَه، أو حسِبَ أنَّهما ممَّا نُسِخَ، ثم لعلَّه قد رجَعَ عن قولِه ذلك إلى قولِ الجَماعةِ؛ فإنَّ الصحابةَ رضِيَ اللهُ عنهم أثْبَتوهما في المَصاحفِ الأئمَّةِ، وأنْفَذوها إلى سائرِ الآفاقِ كذلك، فقال أُبَيُّ بنُ كَعبٍ موضِّحًا الأمرَ: "أشهَدُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَني: أنَّ جِبْريلَ قال له: قُلْ أَعُوذُ بَرَبِّ الْفَلَقِ"، والمَعنى أنَّه أمَرَه أنْ يقولَها، والمُرادُ بالآيةِ السُّورةُ كاملةً، "فقُلْتُها"؛ فردَّدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سورةَ الفَلَقِ على النحوِ الذي أمَرَه به جِبْريلُ، "فقال: قُلْ أَعُوذُ بَرَبِّ النَّاسِ، فقُلْتُها"، وكذلك فعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سورةِ الناسِ، والاستِشْهادُ بقولِ جِبْريلَ عليه السلامُ؛ لأنَّه كان المُتعَهِّدَ بنَقلِ القُرآنِ عن رَبِّ العِزةِ؛ قال أُبَيٌّ: "فنحن نقولُ ما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: نتَّبِعُ تَعليمَه لنا، ونقولُ القُرآنَ كما نطَقَه، وكما علَّمَه له الأمينُ جِبْريلُ عليه السَّلامُ، ولا نُغيِّرُ فيه شيئًا .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها