الموسوعة الحديثية


- بَيْنا أنا أمشي بالمدينةِ إذا إنسانٌ خلفي يقولُ : ارفعْ إزارَكَ، فإنَّهُ أتَقى ، فإذا هو رسولُ اللهِ ،فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ إِنَّما هيَ بُرْدَةٌ مَلْحاءُ، قال: : أَما لكَ فِيَّ أُسْوَةٌ . فنظرْتُ فإذا إِزارُهُ إلى نصفِ ساقيْهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبيد بن خالد المحاربي | المحدث : الألباني | المصدر : مختصر الشمائل | الصفحة أو الرقم : 97
| التخريج : أخرجه الترمذي في ((الشمائل)) (121) واللفظ له، والحارث في ((مسنده)) (572)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (4787)
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - اتباع النبي في كل شيء زينة اللباس - إسبال الإزار زينة اللباس - البرود والحبرة والشملة زينة اللباس - حكم إسبال القميص والكم والإزار وطرف العمامة زينة اللباس - صفة طول القميص والكم والإزار وطرف العمامة
|أصول الحديث
يُبيِّنُ هذا الحديثُ بعضَ آدابِ الثِّيابِ، واللُّبسِ للرِّجالِ، وفيه يقولُ عُبَيدُ بنُ خالدٍ المُحاربيُّ: "بيْنا أنا أمْشي بالمدينةِ إذا إنسانٌ خَلْفي" يُناديني "يقولُ: ارْفَعْ إزارَك"، والإزارُ هو الثَّوبُ الذي يُواري الجُزءَ السُّفليَّ من الجَسدِ والسَّاقينِ، وهذا أمْرٌ برَفْعِهِ عن الحدِّ الذي يَظهَرُ به، وظاهِرُهُ أنَّه كان يُسدِلُ ثَوبَهُ، ويُطوِّلُهُ عن الحدِّ المَشْروعِ، أو إلى ما تَحتَ الكَعبَينِ، ثُمَّ بيَّنَ له سبَبَ الأمْرِ بذلك؛ فقالَ: "فإنَّه أتْقى"، أكثَرُ دَلالةٍ على تَقْوى اللهِ بالبُعدِ عن التَّكبُّرِ والخُيَلاءِ، أو أكثَرُ بُعدًا عن الأرضِ اتِّقاءً لِمَا فيها من الأذَى والدَّنَسِ، ثُمَّ لمَّا تنبَّهَ عُبَيدُ اللهِ إلى المُنادي، "فإذا هو رسولُ اللهِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّما هي بُرْدةٌ مَلْحاءُ"، وهي ثَوبٌ مِثلُ العَباءةِ فيه خُطوطٌ سُودٌ وبِيضٌ، وكأنَّه يَعتَذِرُ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّ هذه البُرْدةَ تُصنَعُ هكذا بهذا الطُّولِ، فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "أمَا لكَ فيَّ أُسْوةٌ"، فتَقتَدي بي في هَيْئةِ اللِّباسِ، وهذا استِفهامٌ إنْكاريٌّ من النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنكِرُ عليه فِعلَهُ، وعَدَمَ اقتِدائِهِ بنبيِّهِ "فنَظَرتُ" إلى لِباسِهِ وهَيْئةِ إزارِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "، فإذا إزارُهُ إلى نِصفِ ساقَيهِ" يَرفَعُهُ عن الأرضِ إلى أنْصافِ ساقَيهِ.
وفي الحَديثِ: نَهيُ الرِّجالِ عن إسْبالِ الثِّيابِ إلى ما بَعدَ الكَعبَينِ.
وفيه: بيانُ تَتبُّعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومُراعاتِهِ لأحْوالِ أصْحابِهِ لِيُعلِّمَهُم.
وفيه: الحثُّ على الاقتِداءِ بسُنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ .
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها