الموسوعة الحديثية


- الطعنُ و الطاعونُ والهدْمُ وأكلُ السَّبُعِ والغرَقُ والحرْقُ والبطنُ وذاتُ الجنْبِ شهادةٌ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : ربيع الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3953
| التخريج : أخرجه البغوي في ((معجم الصحابة)) (767)، والطبراني (5/68) (4607) مطولاً.
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - ما تحصل به الشهادة جنائز وموت - من قتله بطنه جنائز وموت - فضل من مات بالطاعون طب - الطاعون طب - ذات الجنب
|أصول الحديث
تَفضَّلَ اللهُ سبحانَه على أُمَّةِ الإسلامِ بنِعمٍ عَظيمةٍ وأجْرٍ كبيرٍ، ومِن ذلك نَيْلُ أجرِ الشَّهادةِ لصُوَرٍ كثيرةٍ مِن الوفاةِ. وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "الطَّعنُ" وهو الموتُ قتلًا، وأرادَ به مُطلَقَ القتلِ بطَعنٍ أو رمْيٍ، إلَّا أنَّه عبَّرَ به؛ لأنَّه الغالبُ، "والطاعونُ" وهو نوعٌ مِن الأوبئةِ، وقِيلَ: كُلُّ وَبَاءٍ طاعونٌ، وقد جاءَ تَفسيرُه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَعضِ الرِّواياتِ الصحيحةِ في مسندِ أحمدَ بأنَّه طَعنُ الجنِّ. وفي روايةٍ أُخرى عِندَه أيضًا: أنَّه "غُدَّةٌ كغُدَّةِ البَعيرِ"، أي: ورمٌ ظاهرٌ يَظهَرُ في الجِلْدِ الرَّقيقِ الضَّعيفِ، وتحتَ الآباطِ. "والهَدَمُ" والمقصودُ به هو الذي وقَعَ عليه الهَدَمُ فمات منه، "وأكلُ السَّبُعِ" والمقصودُ به هو الذي مات مِن افتراسِ السِّباعِ له، "والغَرَقُ" والمقصودُ به الذي يموتُ غريقًا، "والحَرَقُ" والمقصودُ به الذي يَموتُ محروقًا، "والبَطْنُ" والمقصودُ به مَن أُصيبَ وابتُلي بمرضٍ وداءٍ مِن أمراضِ البطنِ، "وذاتُ الجَنْبِ" وهو الْتِهابُ غِلافِ الرِّئةِ، ويُسبِّبُ سُعالًا وحُمَّى ووجَعًا في الجنبِ يَظهَرُ عندَ التَّنفُّسِ؛ كلُّ هذه "شهادةٌ"، أي: إنَّ كلَّ هذه الأمورِ السابقةِ إذا مات بسَببِها المسلمُ فله أجرُ الشهيدِ في الآخِرَةِ، لكنَّه في الدُّنيا يُطبَّقُ عليه ما يُطبَّقُ على الميِّتِ العاديِّ، من الغُسلِ والتَّكفينِ.
وهذا مِن فَضلِ اللهِ العظيمِ على هذه الأُمَّةِ؛ فهو الذي خلَقَ الدَّاءَ، وقدَّرَ على عبادِه الفَناءَ، وكتَبَ لِمَن ماتَ بهذه الأوصافِ أنْ يَمنَحَه أجْرَ الشَّهادةِ، والمتأمِّلُ يَرى أنَّ تلك المِيتَاتِ مِن أبشَعِ وأشنَعِ ما يموتُ عليه المرءُ؛ ففيها الكثيرُ مِن المعاناةِ والألَمِ، فعوَّضَهم اللهُ عن ذلك بالشَّهادةِ وأجْرِ الشَّهيدِ. ولكنَّ أرفعَ أنواعِ الشُّهداءِ شهيدُ الدُّنيا والآخِرَةِ، وهو الشَّهيدُ في الأصلِ، وهو مَن قُتِل مُجاهِدًا في سَبيلِ اللهِ تعالى؛ لتكونَ كلمةُ اللهِ هي العُليا، دون غرَضٍ من أغراضِ الدُّنيا ، وبه فقط تَختصُّ أحكامُ الشَّهيدِ الدُّنيويَّةُ -كعَدَمِ الغُسل والتَّكفينِ والصَّلاةِ عليه، وكونِه يُدفَنُ في ثِيابِه التي استُشهِدَ فيها-؛ فلا تَتناوَلُ غيرَه مِن أنواعِ الشُّهداءِ المذكورينَ في هذا الحديثِ وغيرِه.
وفي الحديثِ: بيانُ أنواعِ شُهداءِ الآخِرَةِ ومَن لهم أجورُ الشُّهداءِ( ).
تم نسخ الصورة
أضغط على الصورة لنسخها