الموسوعة الحديثية


- ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ
الراوي : المقدام بن معدي كرب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5546 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (2072)
في هذا الحديثِ يوصي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المسلمينَ أنْ يُعِفَّ الرَّجُلُ نفْسَه بالسَّعيِ على عملٍ يَكْفيهِ قوتَ يومِه؛ فيَعُولُ نفسَه وأهلَه وعيالَه؛ فيقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "ما أكَلَ أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا مِن أنْ يأكُلَ مِن عملِ يدِه"، والمعنى: أنَّ كَسْبَ المرءِ مِن عملِه بيدِه مِن أفضَلِ وأطيَبِ المكاسبِ، فالغايةُ مِن الحديثِ أنْ يَعمَلَ الرجُلُ عملًا يأكُلُ منه ويَكسِبُ، لا أنْ يطلُبَ أو يعيشَ عالةً على غيرِه، أو يَستكثِرَ ممَّا في أيدي الناسِ دونَ وجهِ حقٍّ؛ تساهُلًا وتكاسُلًا عن العملِ الحلالِ، "وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكُلُ مِن عملِ يدِه"، والحِكمةُ في تخصيصِ داودَ بالذِّكرِ أنَّ اقتصارَه في أكلِه على ما يَعمَلُه بيدِه لم يكُنْ مِن الحاجةِ؛ لأنَّه كان خليفةً في الأرضِ؛ وإنَّما ابتغى الأكلَ مِن طريقِ الأفضلِ؛ فالأَولى لِمَن هو دونَه أنْ يَسعى بمِثلِ ما سعَى نبيُّ اللهِ عليه السلامُ، وبمِثلِه كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الرَّعيِ ونحوِه؛ فأطيبُ الكَسبِ ما كان بعمَلِ اليَدِ، ومن أطيبِ ذلك ما يُكتَسبُ من أموالِ الكُفَّارِ بالجِهادِ، وهو مَكسَبُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأصحابِه، وهو أشرفُ المكاسِبِ؛ لِمَا فيه من إعلاءِ كَلمةِ اللهِ تعالى، وخِذلانِ كلمةِ أعدائِه؛ والنَّفعِ الأُخرويِّ. وكلُّ ما يُعمَلُ باليدِ فنفعُه مُتعدٍّ؛ لِمَا فيه من تهيئةِ أسبابِ ما يَحتاجُ الناسُ إليه، وذلك مختلفُ المراتِب، وقد يختلفُ باختلافِ الأحوالِ، والأشخاصِ.
وفي الحديثِ: فضلُ الكسْبِ مِن عمَلِ اليدِ.
وفيه: دعوةٌ إلى اتِّخاذِ المُسلِمِ الحِرَفَ والأعمالَ النافعةَ له ولغيرِه( ).